توجد العديد من النظريات التي تحاول شرح ماهية الذكاء، وكيف يعمل، وكيف يمكن قياسه. لا توجد نظرية واحدة مقبولة عالمياً، بل توجد العديد من النظريات، بعضها متناقض مع بعضها البعض. إليك بعض النظريات الرئيسية :

1. نظرية عامل g (Spearman):

تقترح هذه النظرية وجود عامل عام للذكاء (g factor)، وهو عامل أساسي يساهم في الأداء في جميع الاختبارات المعرفية. بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل خاصة (s factors) تساهم في الأداء في مجالات معينة. هذه النظرية تشير إلى وجود ذكاء عام يحدد القدرة المعرفية العامة للشخص.

2. نظرية الذكاءات المتعددة (Gardner):

تختلف هذه النظرية بشكل جذري عن نظرية عامل g، حيث تقترح وجود عدة أنواع من الذكاءات مستقلة عن بعضها البعض، منها: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء المكاني، الذكاء الجسدي الحركي، الذكاء الموسيقي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الشخصي (الذاتي). يُمكن للشخص أن يكون متميزاً في أحد هذه المجالات، دون أن يكون متميزاً في مجالات أخرى.

3. نظرية الذكاء الثلاثي (Sternberg):

هذه النظرية تقترح ثلاثة أنواع من الذكاء:
*

الذكاء التحليلي (المكونات):

القدرة على التفكير النقدي، وحل المشكلات، و معالجة المعلومات.
*

الذكاء الإبداعي (التجربة):

القدرة على التعامل مع المواقف الجديدة، وابتكار حلول غير تقليدية.
*

الذكاء العملي (السياق):

القدرة على تطبيق المعرفة في المواقف الواقعية، والتكيف مع البيئة.

4. نظرية الذكاء العاطفي (Goleman):

هذه النظرية تركز على أهمية الذكاء العاطفي، وهو القدرة على فهم المشاعر الخاصة وفهم مشاعر الآخرين، والسيطرة على المشاعر، واستخدامها بشكل فعال.

5. نظرية Cattell-Horn-Carroll (CHC):

هذه النظرية هي نموذج هرمي يجمع بين عناصر نظرية Spearman و Cattell. يتضمن هذا النموذج عاملًا عامًا (g) و عواملًا واسعة النطاق (Broad abilities) وعوامل ضيقة النطاق (Narrow abilities). وهي تعتبر واحدة من أكثر النظريات قبولاً حالياً.

نقاط مهمة:

* لا توجد نظرية "صحيحة" بشكل قاطع. كل نظرية تقدم منظورًا مختلفًا للذكاء.
* العديد من النظريات تتكامل مع بعضها البعض، بدلاً من أن تكون متناقضة تماماً.
* قياس الذكاء عملية معقدة، وتعتمد على الاختبارات المستخدمة و السياق.

اختيار النظرية الأنسب يعتمد على السياق وعلى الغرض من دراسة الذكاء. فمثلاً، في سياق التعليم، قد تكون نظرية الذكاءات المتعددة مفيدة في فهم اختلافات الطلاب وتلبية احتياجاتهم المختلفة، بينما في سياق التوظيف، قد تكون نظرية الذكاء الثلاثي أكثر ملائمة.