## بحث عن الذاكرة

تُعرف الذاكرة بأنها القدرة على ترميز، تخزين، واسترجاع المعلومات. وهي عملية معقدة تتضمن العديد من الأجزاء في الدماغ، وتؤثر فيها العديد من العوامل. يمثل هذا البحث لمحة عامة عن الذاكرة، متناولاً أنواعها، وآليات عملها، وعوامل تأثيرها، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات المرتبطة بها.

أولاً : أنواع الذاكرة:

تُصنف الذاكرة عادةً وفقاً لعدة معايير، منها:

*

حسب المدة:

*

الذاكرة الحسية (Sensory Memory):

ذاكرة قصيرة المدى جداً، تستمر لجزء من الثانية فقط، وتُخزن فيها المعلومات الحسية الخام قبل معالجتها. مثال: صورة سريعة لاحدث في محيطنا.
*

الذاكرة قصيرة المدى (Short-Term Memory - STM):

تستمر لبضع ثوانٍ إلى دقائق، وتعتمد على التكرار للحفاظ على المعلومات. سعتها محدودة، وتُعرف أيضاً باسم الذاكرة العاملة (Working Memory).
*

الذاكرة طويلة المدى (Long-Term Memory - LTM):

تخزن المعلومات لفترة طويلة، قد تستمر لسنوات أو حتى مدى الحياة. سعتها غير محدودة تقريباً.

*

حسب المحتوى:

*

الذاكرة التصريحية (Declarative Memory):

تُخزن المعلومات التي يمكن استحضارها بشكل واعي، وتنقسم إلى:
*

الذاكرة اللفظية (Episodic Memory):

تتعلق بالأحداث الشخصية والخبرات. مثال: تذكر عيد ميلادك.
*

الذاكرة الدلالية (Semantic Memory):

تتعلق بالحقائق والمعارف العامة. مثال: معرفة أن الأرض كروية.
*

الذاكرة غير التصريحية (Non-Declarative Memory):

تُخزن المعلومات التي لا يمكن استحضارها بشكل واعي، مثل:
*

الذاكرة الإجرائية (Procedural Memory):

تتعلق بالمهارات الحركية والمهارات المكتسبة. مثال: ركوب الدراجة.
*

التكيّف (Priming):

تأثير التعرض السابق على الاستجابة الحالية.
*

التعلّم غير الترابطي (Non-associative Learning):

مثل التعود والتكيّف.

ثانياً: آليات عمل الذاكرة:

تتضمن عملية الذاكرة ثلاث مراحل رئيسية:

1-الترميز (Encoding): تحويل المعلومات إلى شكل يمكن للدماغ تخزينه. يتضمن ذلك عمليات مثل الانتباه، والتركيز، والتفسير.
2-التخزين (Storage): حفظ المعلومات في الدماغ. تُخزن المعلومات في مناطق مختلفة من الدماغ حسب نوعها.
3-الاسترجاع (Retrieval): استعادة المعلومات من التخزين. تعتمد فعالية الاسترجاع على قوة الترابط بين المعلومات وعلاماتها.

ثالثاً: عوامل تأثير الذاكرة:

تتأثر الذاكرة بعوامل عدة، منها:

*

العوامل البيولوجية:

مثل الصحة العامة، والعمر، والأمراض العصبية.
*

العوامل النفسية:

مثل الإجهاد، والقلق، والمزاج.
*

العوامل البيئية:

مثل النوم، والتغذية، ومستوى التحفيز.
*

طرق التعلم:

مثل التكرار، والترابط، والاستراتيجيات التعلمية الفعالة.

رابعاً: اضطرابات الذاكرة:

هناك العديد من الاضطرابات التي تؤثر على الذاكرة، منها:

*

فقدان الذاكرة (Amnesia):

فقدان جزئي أو كلي للذاكرة.
*

الخرف (Dementia):

مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على الوظائف المعرفية، بما في ذلك الذاكرة.
*

مرض ألزهايمر (Alzheimer[SQ]s Disease):

مرض عصبي تنكسي يؤدي إلى فقدان الذاكرة التدريجي.

خامساً: الخاتمة:

الذاكرة عملية معقدة وحيوية للأداء اليومي. فهم آليات عملها وعوامل تأثيرها يساهم في تحسين قدرتها والحفاظ عليها، كما يساهم في فهم الاضطرابات المرتبطة بها وتقديم العلاج المناسب. يُعد البحث العلمي المستمر في هذا المجال ضرورياً للتقدم في علاج أمراض الذاكرة والارتقاء بجودة الحياة.