تتميز الإدارة في الإسلام بمجموعة من الخصائص التي تستند إلى مبادئه وقيمه، والتي تهدف إلى تحقيق العدالة والرفاهية للمجتمع. ومن أهم هذه الخصائص :

1. التوحيد والاستخلاف:

تُبنى الإدارة الإسلامية على أساس التوحيد لله وحده، وأن الإنسان خليفة الله في الأرض، مُكلفٌ بإعمارها وبتحقيق الخير فيها. وهذا يُوجب المسؤولية والنزاهة والعمل من أجل الصالح العام.

2. العدل والشورى:

العدل هو ركن أساسي في الإدارة الإسلامية، ويُشترط أن تكون القرارات عادلةً ومنصفةً للجميع، بغض النظر عن الانتماءات أو المعتقدات. كما تُؤكد الشورى على أهمية التشاور والاستشارة مع الآخرين قبل اتخاذ القرارات المهمة، بما يضمن تمثيل مختلف الآراء والرؤى.

3. الاستقامة والأمانة:

يجب أن يتحلى القادة والمسؤولون بالاستقامة والأمانة في أعمالهم، والالتزام بالنزاهة والشفافية في التعامل مع الموارد العامة، وأن يكونوا قدوة حسنةً للمجتمع.

4. الرحمة والرفق:

الإدارة الإسلامية تدعو إلى معاملة الناس برحمة ورفق، وتفهم احتياجاتهم ومشاكلهم، والعمل على توفير بيئة عمل إيجابية تُحفز على الإنتاجية والابتكار.

5. المسؤولية والمحاسبة:

يُحاسب كل فرد في الإدارة الإسلامية على أعماله، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويُشترط وجود آليات رقابة فعالة تضمن مساءلة المسؤولين وتحقيق العدالة.

6. التخطيط والتدبير:

تشجع الإدارة الإسلامية على التخطيط السليم للمشاريع والمهام، وإدارة الموارد بكفاءة وتنظيم العمل بفعالية، للوصول إلى أفضل النتائج.

7. الاهتمام بالمصالح العامة:

تُعطي الإدارة الإسلامية أولويةً للمصلحة العامة على المصالح الخاصة، والعمل على تلبية احتياجات المجتمع وتحقيق الرخاء والازدهار لجميع أفراده.

8. الاستشارة والرأي:

تؤكد على أهمية طلب الرأي والمشورة من ذوي الخبرة والكفاءة قبل اتخاذ القرارات، وهذا يضمن اتخاذ قرارات مدروسة وعادلة.

9. التوازن بين المصلحة الدينية والدنيوية:

تسعى الإدارة الإسلامية لتحقيق التوازن بين المصلحة الدينية والدنيوية، بحيث لا يتعارض الجانب الروحي مع التنمية والتقدم المادي، بل يعززانه.

باختصار، تتميز الإدارة في الإسلام بتطبيقها لمبادئ إسلامية سامية، تهدف إلى بناء مجتمع عادل ورحيم ومزدهر، يُحترم فيه حقوق جميع الأفراد. ولكن، يجب التأكيد على أن التطبيق العملي لهذه المبادئ يختلف من سياق لآخر، حسب الظروف والثقافات.