تتميز نظرية بياجيه في المراحل المعرفية بعدة خصائص رئيسية، منها :

*

التركيز على التطور المعرفي:

تُركز نظرية بياجيه بشكل أساسي على كيفية تطور قدرات الفرد المعرفية، بدءًا من الطفولة وحتى مرحلة البلوغ. وهي لا تهتم فقط بالكمية من المعلومات التي يكتسبها الفرد، بل تهتم بالكيفية التي ينظم بها هذه المعلومات، وكيف يفكر ويفهم العالم من حوله.

*

المراحل المتعاقبة:

تقترح النظرية أن تطور الفرد المعرفي يتم عبر سلسلة من المراحل المتعاقبة، كل مرحلة تتميز بخصائصها المعرفية المميزة، ولا يمكن تجاوز مرحلة دون المرور بالمرحلة السابقة. والتسلسل ثابت نسبيًا عند الأفراد، لكن السرعة التي يمر بها الفرد بالمراحل تختلف.

*

الطبيعة النشطة للطفل:

ترى نظرية بياجيه أن الطفل ليس مجرد وعاء فارغ يُصب فيه المعرفة، بل هو كائن نشط يبني معرفته بنفسه من خلال التفاعل مع بيئته. يُعتبر الطفل باحثًا صغيرًا يكتشف العالم من حوله ويبني فهمه له من خلال التجربة والتفاعل.

*

النمو من خلال التكيف:

يحدث النمو المعرفي وفقًا لبياجيه من خلال عملية التكيف، والتي تتضمن عمليتي الاستيعاب والإقامة. فالاستيعاب هو دمج المعلومات الجديدة في البنى المعرفية الموجودة، أما الإقامة فهي تعديل هذه البنى المعرفية لتلائم المعلومات الجديدة. يتفاعل هاتين العمليتين معًا بشكل مستمر لضمان التكيف الأمثل مع البيئة.

*

العمليات المعرفية:

تشرح نظرية بياجيه آليات التطور المعرفي من خلال التركيز على العمليات المعرفية مثل التصنيف، والترتيب، والتسلسل، وحل المشكلات، و التفكير المجرد. تُظهر كل مرحلة من المراحل قدرات متقدمة على هذه العمليات.

*

التفاعل بين الفرد والبيئة:

تؤكد النظرية على أهمية التفاعل بين الفرد وبيئته في تشكيل نموه المعرفي. فالتجارب والخبرات التي يمر بها الطفل تؤثر بشكل كبير على تطوره المعرفي.

*

الشمولية:

تُعتبر نظرية بياجيه نظرية شاملة، لأنها تُغطي مختلف جوانب التطور المعرفي في مراحل العمر المختلفة.

من المهم الإشارة إلى أن نظرية بياجيه قد تعرضت لبعض الانتقادات، فقد وجد بعض الباحثين أن مراحل التطور المعرفي ليست صارمة ومحددة كالتي وصفها بياجيه، وأن الأطفال قد يملكون بعض القدرات الكهفية قبل أن يصلوا إلى المرحلة التي حددها بياجيه. مع ذلك، تبقى نظرية بياجيه مساهمة هامة في فهم تطور الطفل والتعلم.