حركة الإصلاح الديني في أوروبا (بالإنجليزية : Protestant Reformation) هي حركة دينية واجتماعية وسياسية حدثت في أوروبا الغربية خلال القرن السادس عشر، أدت إلى انشقاق عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وتكوين طوائف بروتستانتية جديدة. بدأت الحركة بشكل رئيسي باعتراضات مارتن لوثر على ممارسات و تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، وخاصة بيع الغفران (الصكوك الغفران)، و سرعان ما امتدت لتشمل تحديات أوسع نطاقًا للسلطة البابوية و الهيكل الكنسي.

تتميز حركة الإصلاح الديني بالعديد من السمات:

*

التركيز على الكتاب المقدس:

اعتمدت حركة الإصلاح على الكتاب المقدس كمصدر وحيد للسلطة الدينية، مُعارضةً بذلك التقليد والسلطة البابوية.

*

رفض سلطة البابا:

تحدت حركة الإصلاح سلطة البابا في روما، مؤكدةً على أهمية الإيمان الشخصي و العلاقة المباشرة بين الفرد والله.

*

الخلاص بالإيمان وحده:

رفضت حركة الإصلاح فكرة الخلاص بالأعمال الصالحة، وركزت على الخلاص بالإيمان بيسوع المسيح وحده.

*

الأسقفية:

بعض فروع الإصلاح، مثل اللوثرية، حافظت على هيكل كنسي هرمي، وإن كان أقل مركزية من الهيكل الكاثوليكي. أما فروع أخرى، مثل الكالفينية، فقد تبنت نظامًا كنسيًا أكثر ديمقراطية.

*

الترجمة والتعليم:

كان من أهم أهداف حركة الإصلاح ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغات المحلية و نشر التعليم الديني بين العامة.

*

العواقب السياسية:

أدت حركة الإصلاح الديني إلى حروب دينية، وتغيرات سياسية واجتماعية عميقة في أوروبا، فأدت إلى ظهور دول قومية جديدة، وتغيير في توازن القوى بين الدول الأوروبية، بالإضافة لتأثيرها على الثقافة والفلسفة والفنون.

باختصار، كانت حركة الإصلاح الديني أكثر من مجرد حركة دينية؛ فهي ثورة كبيرة غيرت المجتمع الأوروبي بأكمله، و تركت أثرًا عميقًا على التاريخ الغربي حتى يومنا هذا. وتجدر الإشارة إلى وجود اختلافات كبيرة بين مختلف فرع الإصلاح، فكل طائفة بروتستانتية لها خصائصها المميزة.