يُعرف مفهوم الثقافة في الأنثروبولوجيا بشكل واسع بأنه
النظام المُتكامل من المُعتقدات، والأفكار، والقيم، والممارسات، والرموز المادية التي تُشكل حياة الأفراد والجماعات داخل مجتمع ما، وتُنقل عبر الأجيال
. وهو ليس مجرد سلوك فردي، بل هو نمط مُشترك من الحياة يُحدد كيفية تفاعل الناس مع بعضهم البعض ومع بيئتهم.
تتميز تعريفات الأنثروبولوجيا للثقافة عن التعريفات الشائعة بعدة خصائص :
* المُشترَكة:
الثقافة ليست صفة فردية، بل هي مُشتركة بين أعضاء مجموعة ما، وتُوحدهم.
* المُتعلّمة:
لا تُورث الثقافة وراثيًا، بل تُكتسب من خلال التعلم والتربية والتواصل الاجتماعي.
* الرمزية:
تستخدم الثقافة الرموز (لغة، ملابس، عادات، فنون...) لنقل المعنى وتفسير العالم.
* متغيرة:
الثقافة ليست ثابتة، بل تتطور وتتغير باستمرار مع مرور الوقت والتفاعل مع ثقافات أخرى.
* متكاملة:
تتفاعل عناصر الثقافة المختلفة (الاقتصاد، السياسة، الدين، العائلة...) بشكل مُتكامل، ويشكل بعضها الآخر.
* مُكيّفة:
تتكيف الثقافات مع بيئتها المادية والثقافية، وتُوفر استراتيجيات للبقاء والتكيف.
* متعددة الأبعاد:
لا تقتصر الثقافة على الجوانب المادية، بل تتضمن أيضًا الجوانب غير المادية كالمعتقدات والقيم والمعارف.
يُعتبر كل من إدوارد تيلور
وفرانز بواس
من أهم المساهمين في تشكيل فهم الأنثروبولوجيا للثقافة. أولهم أكد على أهمية دراسة الثقافة بشكل شامل، بينما ركز الثاني على دراسة الثقافات المختلفة باستقلالية وتجنب الأحكام القيمية.
في السنوات الأخيرة، تطورت المفاهيم الأنثروبولوجية للثقافة لتشمل:
* النسبية الثقافية:
ضرورة فهم الثقافات من منظورها الخاص، دون تطبيق معايير ثقافية أخرى عليها.
* التعددية الثقافية:
إقرار بوجود العديد من الثقافات المتنوعة في العالم واحترامها.
* الثقافة كعملية:
التركيز على كيفية صنع الثقافة وتشكيلها باستمرار من خلال التفاعلات الاجتماعية.
باختصار، يمثل مفهوم الثقافة في الأنثروبولوجيا موضوعًا مُركبًا ومتطورًا، يتطلب نهجًا شاملًا وفهمًا عميقًا لتعقيدات الحياة الاجتماعية البشرية.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |