الحنينُ شعورٌ مُعقدٌ، يُمسكُ بِخيوطِ الماضي ويُلوّحُ بها في وجهِ الحاضر. هو زائرٌ غيرُ مُتوقع، يأتي في لحظاتٍ لا تُنتظر، يحملُ معه رائحةَ الأيامِ الجميلة، وأصداءَ الضحكاتِ البريئة، وذكرياتٍ تتراقصُ كالنجومِ في سماءِ القلب.
قد يكونُ الحنينُ ألماً حلوًا، شوقاً مُرهقاً، رغبةً جامحةً في العودةِ إلى زمنٍ مضى، زمنٍ قد لا يعود. فهو يذكرنا بما فقدناه، بمن غابوا عنّا، بأحلامٍ تبخّرت، وبفرصٍ ضاعت.
ولكن، في نفسِ الوقت، يحملُ الحنينُ في طيّاتهِ جمالاً خاصاً، فهو يُذكّرنا بِقيمةِ اللحظات، وبِعُمقِ العلاقات، وبِمعنىِ الحياةِ في تفاصيلها الصغيرة. هو دليلٌ على غنىِ تجربتنا، وعلى ثراءِ ذاكرتنا.
فالحنينُ ليسَ ضعفا، بل هو شهادةٌ على قوةِ الروح، وقدرتها على التعلّقِ بالذكريات، وعلى احتفاظها بِأجملِ ما عاشَت. هو نوستالجياٌ جميلةٌ، تُضيفُ نكهةً خاصةً إلى حاضرنا، وتُلهمنا بِأملِ المستقبل.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |