تتميز المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية بمجموعة من الخصائص الرئيسية، من أهمها :

*

الأنانية الذاتية للدول (State Self-Interest):

الواقعية تعتبر أن الدول هي الفاعل الرئيسي في النظام الدولي، وأن سلوكها مدفوع بشكل أساسي بمصلحتها الذاتية في البقاء والازدهار، بغض النظر عن المبادئ الأخلاقية أو القيم العالمية. تُعرف هذه المصلحة غالباً بالبحث عن السلطة.

*

السلطة (Power):

الواقعية تركز بشكل كبير على مفهوم السلطة كهدف أساسي للدول. تسعى الدول باستمرار لزيادة نفوذها و سلطتها النسبية مقارنةً بالدول الأخرى. هذا السعي للسلطة هو المحرك الرئيسي لسلوك الدول في النظام الدولي.

*

اللامركزية (Anarchy):

لا يوجد في النظام الدولي هيئة عليا تتمتع بسلطة حقيقية فوق الدول. غياب هذه السلطة المركزية يعني أن الدول تعيش في حالة من الفوضى، مما يدفعها إلى الاعتماد على قوتها الذاتية لضمان أمنها وبقائها.

*

التوازن القوى (Balance of Power):

في ظل اللامركزية، تسعى الدول باستمرار لتحقيق توازن القوى لمنع أي دولة من هيمنة مطلقة. هذا التوازن قد يكون من خلال التحالفات العسكرية، أو بناء القدرات العسكرية، أو اعتماد استراتيجيات أخرى للحد من نفوذ الدول القوية.

*

الواقعية السياسية (Realpolitik):

تؤكد الواقعية على أهمية اعتبارات القوة والواقع الملموس في العلاقات الدولية، بدلاً من الأخلاق أو المبادئ المثالية. تعتبر القرارات السياسية صراعات من أجل السلطة والموارد.

*

الطبيعة الثابتة للبشر (Human Nature):

بعض المتغيرات من الواقعيين يعتقدون أن الطبيعة البشرية، وبشكل خاص طموحها للسلطة، هو أساس التنافس والنزاعات في النظام الدولي.

*

التركيز على الدولة القومية (State-centric):

تعتبر الدولة القومية هي الوحدة الأساسية للتحليل في الواقعية، وتُهمل أو تُقلل من أهمية العوامل غير الحكومية مثل المنظمات الدولية أو المجتمع المدني.

الاختلافات بين فروع الواقعية:

على الرغم من هذه الخصائص المشتركة، إلا أن هناك اختلافات بين فروع الواقعية، مثل الواقعية الكلاسيكية والواقعية الهيكلية (النيوريلالية) والواقعية الدفاعية والواقعية الهجومية. تختلف هذه الفروع في تفسيرها لأسباب سلوك الدول وأهمية العوامل المختلفة.


من المهم ملاحظة أن الواقعية ليست نظرية شاملة تُفسر كل جانب من جوانب العلاقات الدولية، بل هي أداة تحليلية تُركز على بعض الجوانب الأساسية للسلوك الدولي.