الوصف في الشعر العربي فنٌّ رفيعٌ، يتميّز بخصائصٍ جماليةٍ وبلاغيةٍ فريدةٍ. يتجاوز الوصف الحسي البسيط ليصل إلى مستوىٍ من الإبداع يثير مشاعر القارئ ويجعله يشعر وكأنه يعيش اللحظة الموصوفة. ويتّخذ الوصف في الشعر العربي عدة أشكال، منها :

1. الوصف الحسي:

يعتمد على حواسّ الشاعر الخمس (البصر، السمع، الشم، الذوق، اللمس) لتصوير الواقع كما يراه، يسمعه، يشمّه، يتذوقه، يلمسه. وهو وصف دقيق، يُركز على التفاصيل الصغيرة، مُستخدماً الكثير من الصور البلاغية لتعزيز التأثير. مثال ذلك وصف الصحراء القاحلة، أو جمال المرأة، أو ضراوة المعركة.

2. الوصف المعنوي:

يتجاوز الوصف الحسي إلى تصوير المشاعر والأحاسيس الداخلية للشاعر، أو صفةٍ معنويةٍ لشخصٍ أو شيءٍ. وهو وصف أكثر عمقاً، يعتمد على التشبيه والاستعارة، والتّعبير عن المعنى بطريقةٍ رمزيةٍ. مثال ذلك وصف الشجاعة، الكرم، الحكمة، أو الحزن واليأس.

3. الوصف المركّب:

يُجمع بين الوصف الحسي والمعنوي، ليُقدم صورةً شاملةً ودقيقةً للشيء الموصوف، مُدمجاً التفاصيل الحسية مع المشاعر والأفكار المُرتبطة بها.

الخصائص البلاغية للوصف في الشعر العربي:

*

الاستعارة:

إضفاء صفة شيء على شيء آخر بغير واسطة "مثل: سيفه شهابٌ".
*

التشبيه:

إقامة جسر بين شيئين بواسطات (مثل: وجهُها كالقمر).
*

الكناية:

التعبير عن معنى بطريقة غير مباشرة.
*

التجسيم:

إضفاء صفات حية على أشياء جامدة.
*

التّشخيص:

إضفاء صفات بشرية على أشياء غير حية.
*

الصفة:

الوصف المباشر للشيء بذكر صفاتة.
*

الجناس:

تكرار الكلمات المتقاربة في النطق.

أمثلة على الوصف في الشعر العربي:

يمكن إيجاد أمثلة رائعة للوصف في شعر المتنبي، امرؤ القيس، طرفة، وغيرهم من الشعراء الكبار. فمثلاً، وصف امرؤ القيس للصحراء يعتبر من أروع أمثلة الوصف الحسي في الشعر العربي، بينما نجد أمثلة للّوصف المعنوي في شعر المتنبي عندما يصف الشجاعة والكرم.

باختصار، الوصف في الشعر العربي فنٌّ متقنٌ يُبرز براعة الشاعر في استخدام اللغة وإثارة مشاعر القارئ بطريقة جمالية فريدة.