لا توجد أشعار معروفة مُنسوبة بشكل قاطع للحلاج تتحدث صراحةً عن "الحب" بالمعنى الرومانسي التقليدي بين رجل وامرأة. معظم أشعار الحلاج، إن لم يكن كلها، تتحدث عن الحب الإلهي، وعلاقة العبد بربه، والاتحاد بالله (فناء الذات في الله). لكن هذا الحب الإلهي يُعبّر عنه أحيانًا بلغةٍ غامضةٍ، وتصوّراتٍ رمزيةٍ، قد تُفهم خطأً على أنها تعبر عن حب دنيوي.

فأشعار الحلاج مليئة بالصور والرموز التي تتحدث عن :

*

الشوق والوجد لله:

يُعبّر الحلاج عن شوقٍ عارمٍ لله، ولهفةٍ للوصول إليه، وهذا الشوق يُشبه أحيانًا الشوق العاطفي المُشتعل بين المحبين. لكن محبته لله هي المحور الأساسي.

*

الاتحاد بالمحبوب (الله):

يصف الحلاج حالةً من الاتحاد بالله، حيث يختفي هو في الله، ويفنى في محبته، وهذه حالةٌ روحيةٌ تُعبّر عنها الكلمات بشدةٍ، وقد تُفهم خطأً على أنها تعبير عن حبٍ دنيويٍّ شديد.

*

استخدام الرمزية الجسدية:

يستخدم الحلاج أحيانًا صورًا جسديةً رمزيةً للتعبير عن العلاقة الروحية بينه وبين الله، وهذه الصور قد تكون مُبهمة، وتفتح المجال للتأويلات المُختلفة.


لذا، لا يُمكن تقديم أشعارٍ للحلاج تُعبر عن "الحب" بالمعنى العادي. فكل ما كتبه كان مُوجهاً نحو تجربته الروحية الفريدة مع الله، والتي عبّر عنها بلغةٍ شعريةٍ غنيةٍ بالرموز والتجريد. وإذا وجدت أشعار تُشير إلى الحب "الرومانسي" فإنها مُشكوك في نسبتها إليه أو تُفسر بتأويلات رمزية.