قصيدة ابن زيدون الشهيرة التي تُعرف بـ "ضادية ابن زيدون" هي قصيدة طويلة تتألف من 30 بيتاً، وهي من أجمل ما قيل في مدح النساء ووصف جمالهن، وخاصةً وصفه لحبيبته ولُبْنَى. لا تُعرف قصيدة واحدة بوصفها "الضادية" بشكل مطلق، بل تُطلق هذه التسمية على العديد من القصائد التي تتضمن بحر الضارع، وهي في الغالب قصائد طويلة. لكن القصيدة المُقصودة هنا، وهي أشهرها، تُعرف بتفاصيلها الدقيقة ووصفها العاطفي المرهف.

مميزات القصيدة :

*

بحرها:

بحر الرجز، وهو بحر سهل الحفظ وله إيقاع متدفق، مما يُناسب وصف الحالات العاطفية المتغيرة. وأكثر ما يُميز هذه القصيدة هو استخدام بحر الرجز بطريقة مُتقنة ودقيقة، مع مراعاة الوزن والقافية بشكل كامل.

*

موضوعها:

القصيدة تُركز بشكل أساسي على وصف جمال ولُبْنَى، حبيبة ابن زيدون، وصفاً دقيقاً وشاعرياً، يمتد من وصف شعرها ولون بشرتها إلى وصف عينيها وحركاتها وأناقتها. وليس مجرد وصف جسدي، بل يتجاوز ذلك إلى وصف روحها وجمال شخصيتها.

*

أسلوبها:

أسلوب القصيدة رقيق وعاطفي، مُعبّر عن شغف ابن زيدون العميق بحبيبته. يُلاحظ استخدام التشبيهات والاستعارات البديعة، والتي تُضيف بعداً جمالياً وفكرياً للوصف. فهو لا يكتفي بوصف جمالها الظاهري، بل يُخترق إلى جمالها الداخلي.

*

أبياتها المعروفة:

تتضمن القصيدة أبياتاً شهيرة جداً، وتُردد حتى اليوم، مثل:

u003e * "يا دليلاً على الهوى قد أريتني

ما قد أرى عنك وأنا مغتبطُ

"*
u003e * "يا هلالاً تَجَلَّى ليْلَةَ بَدْرٍ

أَسْرَجَ الظُّلْمَةَ

بِشُعاعِهِ المشرقُ"*

هذه الأبيات، وغيرها، تبرز براعة ابن زيدون في اختيار الألفاظ وتوظيفها بطريقة تُثير مشاعر القارئ وتُحفز خياله.

*

أهميتها الأدبية:

تُعتبر هذه القصيدة من روائع الشعر العربي، وتُدرس في المناهج الدراسية حتى اليوم، بسبب جمال أسلوبها وبلاغتها وموضوعها الجميل وعمق مشاعرها.

باختصار، ضادية ابن زيدون ليست مجرد قصيدة وصفية، بل هي عمل أدبي متكامل، يُجسد براعة الشاعر في التعبير عن مشاعره وصوره الشعرية الخلابة وقدرته على إثراء اللغة العربية بأسلوب فريد. ويُنصح بقراءتها كاملةً للاستمتاع بجمالها وبلاغتها.