## أراك عصي الدمعِ شيمتك الصبرُ
لِأبي فراس الحمداني
أراك عصي الدمعِ شيمتك الصبرُ * وإنّي لأرى الدمعَ في الخدِّ يجري
فلا تُغمضِ عَينيكَ إنّي لأراكَ
* كأنّكَ في قيدٍ إلى الموتِ تسري
فيا صاحبي كمْ ذاكَ من يومِ فَرقٍ * وقد طالما زارتْنا الأيّامُ تُسرّي
فقلتُ لها يا أيّها الدهرُ إنّي
* رأيتُكَ تُطيلُ العذابَ وتُقري
فلا أبلغُ الأمْرَ الذي أنتَ فيهِ * ولا أَستريحُ منكَ حتى تَسيري
وما كنتُ أظنّنّي أُفارقُ عَهدَكَ
* ولكنّ قدر اللهِ قدْ قدَرَ أمري
فلو كانَ يُرجى أن تَعودَ ليالينا * لما بكيتُ حتّى تنالَ منْ كفري
ولكنّما غابَتْ علينا زمانُنا
* وقدْ صارتِ الأيّامُ تُخْشى وتُرهبُ
فللنّاسِ في الدنيا مشاربُ شتّى * وزمنُكَ يا صاحبي زمنُ مُنْكَبّ
فلا تُعْجبَنّ مِنْي إذا ما رأيتَني
* عَلَى ما أرى من أمركَ أَبكي وأندبُ
شرح مبسّط للقصيدة :
تُعبّر هذه القصيدة عن ألم الفراق والحنين الشديد لصاحبٍ غاب، ويُظهر الشاعر تناقضًا بين حالة صاحبه الذي يبدو متماسكًا يُخفي دموعه (عصي الدمع)، وبين حالته هو، الذي لا يستطيع كبح دموعه أمام هذا الفراق. يُلوم الشاعر الأيام لما أحدثته من تغييراتٍ سلبية، ويُعبّر عن يأسٍ من عودة الزمن الجميل، وعن استسلامه لقضاء الله وقدره. يُظهر الشاعر هنا عمق علاقته بصاحبه وحزنه الشديد لفراقه.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
الإسم |
|
البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |