معلقة طرفة بن العبد، التي يذكر فيها خولة أطلال، ليست معلقة مستقلة بذاتها تحمل اسم "خولة أطلال" كما قد يوحي السؤال. بل هي جزء من معلقته الشهيرة التي تتحدث عن رحلته وذكرياته، وتُذكر فيها خولة كجزء من سردٍ يتعلق بجمالها ووصف مكانٍ مرتبط بها. ليس هناك وصف مُفصّل لخولة أو أطلالها بشكل مستقل، بل هي ذكرٌ ضمن سياق المعقلّة بأكملها.

لفهم دور خولة في معلقة طرفة، يجب النظر إلى السياق العام للقصيدة. تبدأ المعقلّة بوصفٍ لمشهدٍ صحراوي، انتقالٍ، وحنينٍ للوطن. ثم يُذكر اسم خولة ضمن هذا المشهد، كرمزٍ لجمالٍ ولذكرياتٍ جميلة مرتبطة بمكانٍ معين (أطلال) ربما كان مسكنًا لها أو مكانًا لقاءٍ معه.

وصف خولة في المعقلّة ليس وصفًا دقيقًا للملامح، بل هو وصفٌ إيحائيٌّ يعتمد على الأثر الذي تركته في نفس الشاعر :

*

الجمال:

يُلمّح طرفة إلى جمال خولة، لكن ليس بوصفٍ مباشرٍ مفصلٍ لعيونها أو شعرها مثلاً. الجمال مُستنتج من تأثيرها عليه وارتباطها بمكانٍ جميل.
*

الأثر:

الهدف من ذكر خولة ليس وصف جمالها بحد ذاته، بل هو إبراز عمق ذكرياته و مشاعره المرتبطة بها وبذاك المكان. الجمال هنا وسيلة للتعبير عن الحنين والذكريات.
*

الارتباط المكاني:

ذكر "أطلال" يربط خولة بمكانٍ محددٍ، يعطي للوصف عمقًا زمنيًا ومكانيًا، ويُعزّز جوّ الحنين الذي يسود المعقلّة.


باختصار، لا يوجد في معلقة طرفة بن العبد "وصفٌ مستقلّ" لخولة أطلال. إنما ذكرها جزءٌ من بناء المعقلّة الشعري الذي يعبر عن رحلة الشاعر، ذكرياته، وحنينه، حيث تُمثل خولة رمزًا للجمال والذكريات الجميلة المرتبطة بمكانٍ معين. قيمة ذكرها تكمن في إسهامها في بناء الصورة الشعرية الشاملة للمعلقة.