قصيدة "وذات دل كأن البدر صورتها" من قصائد المتنبي، وهي قصيدة غزلية شهيرة تُعرف بجمال تصويرها وبلاغته. تدور القصيدة حول وصف محبوبته وصفتها، معبرة عن جمالها الآسر و تأثيره على الشاعر. وليس لها موضوع رئيسي واحد، بل هي تتشعب بين وصف الجمال والحالة النفسية للشاعر وما يرافق ذلك من مشاعر الحب والوله.
يمكن تقسيم شرح القصيدة إلى عدة جوانب :
1. وصف المحبوبة:
*
"وذات دل كأن البدر صورتها": يبدأ المتنبي بوصف جمال محبوبته، مشبهاً وجهها ببدر (القمر) في ليلة تمامه، وهذا التشبيه يدل على جمالها الباهر ونضارتها. "ذات دل" تعني صاحبة قلب.
*
الوصف المفصل لأجزاء الجسد: يتبع المتنبي هذا التشبيه بوصف ملامح وجهها، وجسدها، مستخدماً تشبيهات واستعارات بليغة، وهذا الوصف لا يقتصر على الجمال الظاهري، بل يتعداه إلى وصف نعومة بشرتها، وسحر عينيها، وأناقة مشيتها، وكل ذلك بأسلوب مُبهر.
*
استخدام الصور البديعية: تكثر في القصيدة الاستعارات والتشبيهات والكنايات، مثل تشبيه خدودها بالورد، وعينيها بالنجوم، مما يضفي جمالاً خاصاً على القصيدة.
2. الحالة النفسية للشاعر:
* تأثير المحبوبة:
القصيدة لا تقتصر على وصف المحبوبة فقط، بل تُظهر تأثير جمالها على الشاعر. فجمالها يُثير مشاعره، ويجعله أسيرًا لجمالها.
* الحب والوله:
يتجلّى في القصيدة حبّ الشاعر الشديد لمحبوبته، وولهه بها، وهذا الحبّ يتجاوز الوصف المادي إلى المشاعر العميقة.
* الاستغراق في الحب:
يظهر الشاعر في القصيدة وكأنه غارق في بحر حب محبوبته، منسياً كل شيء سواها.
3. البلاغة والأسلوب:
*
اللغة الرصينة: تتميز القصيدة بلغة رصينة، وجميلة، معبرة عن ثقافة الشاعر العالية.
*
التشبيهات والاستعارات: تكثر في القصيدة التشبيهات والاستعارات البليغة، مما يضفي عليها جمالاً خاصاً.
*
الوزن والقافية: تتميز القصيدة بوزنها وقافيتها المتناسقة، مما يزيد من جمالها وإيقاعها.
باختصار، قصيدة "وذات دل كأن البدر صورتها" هي نموذج رائع لشعر الغزل في العصر العباسي، تمتزج فيها جماليات الوصف بالحالة النفسية الشاعرية ببراعة، وتُعدّ من أشهر قصائد المتنبي. وليس من السهل شرح كل تفاصيلها في إجابة موجزة، فمضمونها غني وعميق ويتطلب دراسة متأنية لفهم جميع دلالاتها واستعاراتها.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |