Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/أقوال مأثورة/شرح قصيدة: جئت لا أعلم من أين


شرح قصيدة: جئت لا أعلم من أين

عدد المشاهدات : 3
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/02/03





قصيدة "جئتُ لا أعلمُ من أين" للشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب، هي قصيدة حزينة تتحدث عن حالة من الضياع والتشرد الوجودي، وتُعبر عن رغبة الشاعر في الوصول إلى حالة من السكينة والراحة النفسية. تتميز القصيدة بأسلوبها الشعري البسيط والمؤثر، وصورها الشعرية القوية التي تجسد معاناة الشاعر الداخلية.

يمكن تقسيم فهم القصيدة إلى عدة محاور :

*

الضياع والتشرد:

تبدأ القصيدة ببيت "جئتُ لا أعلمُ من أين"، مُجسدةً حالة الشاعر الضائعة والمنفصلة عن جذوره وأصوله. لا يعرف من أين أتى ولا إلى أين يذهب، وهذا يعبر عن حالة وجودية عميقة من عدم اليقين وعدم الاستقرار. يتكرر هذا الشعور بالضياع في أبيات أخرى كـ "ولا أدري إلى أين أذهبُ". فهو ليس ضياعاً مكانياً فقط، بل هو ضياع وجودي وروحي.

*

البحث عن الراحة والسكينة:

على الرغم من الضياع، إلا أن هناك رغبة ملحة لدى الشاعر للوصول إلى حالة من السلام والراحة. تتجلى هذه الرغبة في أبياتٍ مثل "أُريدُ أنْ أَسْكُنَ في قَلْبِكَ". قلب الحبيب هنا ليس مجرد قلب شخص محبب، بل هو رمز للسكينة والأمان والانتماء. الشاعر يبحث عن ملاذ آمن يُنهي معاناته.

*

استخدام الصور الشعرية:

يستخدم السياب صورًا شعرية قوية وفعّالة في إيصال معاناته. فمثلاً، تشبيه "كَطائرٍ ضَالٍّ" يُجسّد حالة ضياعه وتشرده، و "قلبكَ مَلاذٌ" يُظهر رغبته الملحة في العثور على مأوى. هذه الصور تُضيف عمقاً للمشاعر وتُثير تعاطف القارئ.

*

الرمزية:

القصيدة غنية بالرمزية. فالحبيب الذي يبحث عنه الشاعر ليس فقط حبيبًا عاطفيًا، بل يمكن اعتباره رمزًا لله أو رمزًا للراحة الروحية والوجودية التي يتوق إليها. "قلبك" ليس فقط قلب شخص، بل يمكن أن يكون رمزًا للسلام الداخلي أو المكان الآمن الذي يبحث عنه الشاعر.

*

اللغة البسيطة والفعالة:

تتميز القصيدة بلغة بسيطة وواضحة، خالية من التعقيدات اللغوية، لكنها في نفس الوقت مؤثرة وقوية في توصيل المعنى. هذه البساطة تزيد من قوة تأثير القصيدة على القارئ.

باختصار، "جئتُ لا أعلمُ من أين" ليست مجرد قصيدة حب تقليدية، بل هي قصيدة وجودية عميقة تعبر عن معاناة الإنسان في البحث عن هويته ومكانه في العالم، وعن رغبته في الوصول إلى حالة من السكينة والراحة النفسية. وهي تُعتبر من أجمل قصائد السياب وأكثرها تأثيراً.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد