Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/أقوال مأثورة/شرح قصيدة: أتصحو أم فؤادك غير صاح لجرير


شرح قصيدة: أتصحو أم فؤادك غير صاح لجرير

عدد المشاهدات : 72
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/02/03





تُعَدُّ قصيدة جرير "أَتَصْحُو أَمْ فُؤَادُكَ غَيْرُ صَاحِ" من أجمل قصائده وأشهرها، وهي قصيدة غزلية طويلة تُعبر عن شوقٍ عُمِيقٍ وحبٍّ جارفٍ للشاعرة (لم يُعرف اسمها بالتحديد). تُبنى القصيدة على تقنية الحوار الداخلي والتخيّل، حيث يُخاطب الشاعر نفسه، ثمّ حبيبته، متنقلاً بين مشاعره المتضاربة وآلامه.

أهم محاور القصيدة وأفكارها :



*

الشك في اليقظة والحلم:

يبدأ جرير القصيدة بالتساؤل عما إذا كان يقظًا أم يحلم، مُشيرًا إلى شدة تأثره بحبيبته، حتى أنه لا يستطيع التمييز بين الواقع والحلم. هذا التساؤل يُبرز عمق تأثيرها عليه، وكيف سيطرت على تفكيره وعواطفه.

*

وصف حال العاشق المُشتاق:

يصف الشاعر حاله وهو مُشتاقٌ لحبيبته، مُعبرًا عن ألمه وحزنه وانعدام راحتة. يستخدم أسلوبًا تصويريًا دقيقًا ليرسم صورة قوية لمشاعره المتأججة.

*

الحديث مع الحبيبة (خيالاً):

ينتقل الشاعر إلى مخاطبة حبيبته، مُتخيلاً لقاءً بينهما. يُعبّر لها عن شوقه، ويتوسل إليها أن تُبادله مشاعره، مُستخدماً أسلوب التضرّع واللين.

*

التضاد بين الأمل واليأس:

يتخلل القصيدة تناقض بين أمل الشاعر في لقاء حبيبته ويأسَه من عدمه. هذا التناقض يُضفي على القصيدة عمقًا إنسانيًا، ويُبرز معاناة العاشق المُشتاق.

*

استخدام الصور الفنية:

تتميز القصيدة بغنى الصور الفنية، حيث يستخدم جرير التشبيهات والاستعارات بكثرة ليُعبّر عن مشاعره، مثل تشبيه قلبه بالطير المُحنّط، أو شبه نفسه بالأسير المُقيّد. هذه الصور تُساعد على إيصال معنى القصيدة بفعالية.

*

اللغة والأسلوب:

تتميز القصيدة بلغة رقيقة، وأسلوب مُرهف، يُظهر براعة جرير في اختيار الكلمات وتوظيفها. يُلاحظ فيها التناوب بين الجمل القصيرة والطويلة، مما يُضفي إيقاعًا موسيقيًا جميلًا.

بإختصار،

تُعدُّ قصيدة "أَتَصْحُو أَمْ فُؤَادُكَ غَيْرُ صَاحِ" نموذجًا رائعًا لشعر الغزل عند العرب، حيث يُظهر جرير براعته الشعرية في التعبير عن مشاعر الحب والشوق والألم بصدق وعمق، مستخدمًا أسلوبًا فنيًا متقنًا يُثير الإعجاب والدهشة. إنها قصيدة لا تُقرأ فقط، بل تُعاش وتُشعر القارئ بمعاناة العاشق وجمال عاطفته.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد