تتميز المدرسة الواقعية في الشعر بالتركيز على تصوير الحياة اليومية بكل تفاصيلها، سواء كانت جميلة أو قبيحة، بدون زخارف لغوية مبالغ فيها أو تهويل. تتجلى هذه الميزة في وصف المشاهد والأشخاص والأحداث بصدق ودقة، مع التركيز على العناصر الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

من الصعب إعطاء نماذج "قصائد كاملة" لأن طول القصائد الواقعية قد يختلف كثيراً. لكن يمكننا عرض مقاطع شعرية تعكس خصائصها، مع ملاحظة أن تحديد "واقعية" قصيدة ما قد يكون محل جدل حسب المنهج النقدي المُتبع :

أمثلة على مقاطع تعكس روح الواقعية (ملاحظة: هذه أمثلة افتراضية، وليست من قصائد واقعية معروفة):

المقطع الأول (تركيز على وصف اجتماعي):

u003e في زقاق ضيق، حيث تتكدس البنايات،
u003e عجوزٌ تُحرك يدها في دُكانٍ باهت،
u003e تُباع فيه الحلوى الرخيصة، والقهوة الباردة،
u003e بين أطفالٍ يتسولون، وهم يُرددونَ دعاءً صارخًا.

المقطع الثاني (تركيز على وصف نفسي):

u003e الليل يلفني كالكفن الثقيل،
u003e أفكاري تُطاردني كظلالٍ طويلة،
u003e لا أجد سوى الفراغ، والوجع المُستمر،
u003e أبحث عن معنى، ولا أجد سوى الظلام.

المقطع الثالث (تركيز على وصف طبيعي واقعي):

u003e الحقلُ جافٌ، الأشجارُ متشققة،
u003e السماءُ صافيةٌ، لكنها لا تُخفي حرًّا لا يُطاق،
u003e الرياحُ تهبّ جافةً، تُثيرُ الغبار،
u003e صورةٌ قاسيةٌ، لكنها صادقةٌ لواقعنا.

أمثلة على شعراء اعتُبروا من المدرسة الواقعية (وذلك بالتبعية لأعمالهم المعروفة):

لا يوجد تصنيف دقيق لـ"شعراء واقعين" بالمعنى الدقيق للكلمة في الأدب العربي مثلما هو موجود في الأدب الغربي (مثل الشعراء الواقعيين في القرن التاسع عشر في أوروبا). لكن بعض الشعراء تُعتبر أعمالهم قريبة من روح الواقعية من حيث الاهتمام بتفاصيل الحياة اليومية، مثل:

*

بعض شعراء العامية:

حيث يُركزون على تصوير الحياة الشعبية بكل تفاصيلها، وذلك بأسلوب بسيط ومباشر. لكن هذا الأمر يُعتمد بشكل كبير على الأسلوب والتأويل النقدي.

ملاحظة مهمة:

تُعتبر الواقعية مُصطلحًا واسعًا، وحدودها غامضةٌ في بعض الأحيان. قد تتداخل مع اتجاهات أخرى في الشعر، مثل الرمزية والسوريالية. لذلك، من الضروري دراسة السياق والأسلوب لتحديد مدى واقعية قصيدة ما.