قصيدة "المساء" لخليل مطران هي قصيدة غزلية، تحمل في طياتها مزيجًا من المشاعر الحسية والرومانسية والفلسفية. يمكن تحليلها من خلال عدة محاور :

1. الجانب الغزلي:

*

الوصف الحسي للطبيعة:

يستخدم مطران لغة شعرية غنية بالصور البصرية والسمعية. يُرَكّز على تفاصيل المساء، كغروب الشمس وألوان السماء، وهدوء الطبيعة، وخفوت الأصوات. هذا الوصف ليس مجرد وصف للطبيعة، بل هو وصف لحالة نفسية وشعورية تتوافق مع حالة الحبيب.
*

التشبيه والاستعارة:

يعتمد الشاعر على التشبيهات والاستعارات للتعبير عن مشاعره، كتشبيه السماء بالمحبوب، وتشبيه غروب الشمس بظلام الليل الذي يفصل بين الحبيبين. هذه الصور تعطي عمقًا إضافيًا للمشاعر.
*

التناص مع النصوص العربية الكلاسيكية:

يظهر أسلوب مطران تأثره بالشعر العربي الكلاسيكي، من خلال استخدامه للصور الشعرية التقليدية، وطريقة التعبير عن المشاعر الغزلية.

2. الجانب الفلسفي:

*

فكرة الزمن والعبور:

القصيدة تتحدث عن المساء كرمز للانتقال من النهار إلى الليل، وربما رمزًا لعمر الإنسان الذي يمر بسرعة، مع التعبير عن خوف من الفراق وسرعة زوال اللحظات الجميلة.
*

المفارقة بين الجمال والزوال:

يُبرز الشاعر تناقضًا بين جمال المساء وسرعة زواله، وهذا يرمز إلى جمال الحب وسرعة زواله أو احتمال زواله.
*

الشعور بالوحدة والغربة:

على الرغم من جمال الطبيعة، إلا أن هناك شعور بالوحدة والخوف من الظلام، والذي قد يرمز إلى حالة نفسية للشاعر أو للحبيب.

3. البنية الفنية:

*

اللغة:

لغة القصيدة رقيقة ومتدفقة، تتميز بالصور البديعة والموسيقى الداخلية.
*

الوزن والقافية:

تتبع القصيدة نمطًا وزنيا وقافيا محددا، مما يعطيها إيقاعًا موسيقيًا جذابًا.
*

الترابط بين الأبيات:

الأبيات مترابطة بشكل منطقي، وتتطور المشاعر والأفكار تدريجياً.

4. خلاصة التحليل:

قصيدة "المساء" لخليل مطران ليست مجرد قصيدة غزلية عادية، بل هي عمل أدبي عميق يعكس مشاعر الشاعر الفلسفية والرومانسية. يستخدم مطران لغة شعرية غنية وصورًا بديعة للتعبير عن مشاعره، ويرمز إلى أفكار عميقة حول الزمن والجمال والزوال والحب والفراق. إنها قصيدة تستحق القراءة والتأمل، وتُظهر براعة مطران في استخدام اللغة الشعرية لتحقيق أهدافه الفنية.


هذا التحليل يقدم وجهة نظر واحدة، ويمكن أن يكون هناك تحليلات أخرى تركز على جوانب مختلفة من القصيدة. من المهم قراءة القصيدة بشكل متأنٍّ لفهمها بشكل أفضل.