Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/أقوال مأثورة/النثر في العصر العباسي


النثر في العصر العباسي

عدد المشاهدات : 4
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/02/03





شهد العصر العباسي (750-1258م) ازدهارًا كبيرًا في النثر العربي، متجاوزًا أشكال النثر في العصرين الأموي والجاهلي. تطور النثر العباسي بشكل ملحوظ، متأثرًا بالظروف السياسية والثقافية والاجتماعية التي سادت في تلك الفترة. يمكن تقسيم تطوره إلى عدة مراحل، مع ظهور أنواع جديدة ومميزة :

1. المرحلة الأولى (القرنان الثاني والثالث الهجريين/ الثامن والتاسع الميلاديين):



*

سيادة النثر الرسمي:

تميزت هذه المرحلة بسيادة النثر الرسمي في الرسائل والمراسلات الدبلوماسية والخطب، وذلك بسبب توسع الدولة العباسية و احتياجاتها الإدارية. برز في هذا المجال كتاب مثل ابن المقفع بأسلوبه البليغ المتميز في رسائله ومكاتباته.
*

تأثير الثقافات الأخرى:

بدأ تأثير الثقافات الفارسية واليونانية والهندية يظهر على النثر، مما أدى إلى تنوع الأسلوب وظهور مفردات جديدة.
*

بدايات التأليف في العلوم المختلفة:

ظهرت مؤلفات في مختلف العلوم، كالتاريخ والجغرافيا والفلسفة، بأسلوب نثري يركز على نقل المعلومات بدقة ووضوح.


2. المرحلة الثانية (القرنان الرابع والخامس الهجريين/العاشر والحادي عشر الميلاديين):



*

ازدهار الآداب:

شهد هذا العصر ازدهارًا كبيرًا في مختلف أنواع الآداب، وكان للنثر نصيب كبير منه. ظهرت أنواع جديدة من النثر مثل:
*

المقامة:

وهي نوع أدبي متميز اشتهر به الحريري، يتميز بأسلوبه البديع وخياله الخصب، وتتناول مواقف اجتماعية مختلفة بطريقة فكاهية وساخرة.
*

الأدب الشعبي:

بدأ ظهور أدب شعبي يتناول الحياة اليومية للناس بطريقة بسيطة ومباشرة، مثل الحكايات الشعبية والأمثال.
*

التأليف التاريخي:

برزت مؤلفات تاريخية ضخمة مثل "تاريخ الطبري" و"تاريخ ابن الأثير"، مما أثرى النثر التاريخي العربي.
*

التأليف في العلوم:

تواصل التأليف في العلوم المختلفة، مع تطور الأسلوب النثري وتخصصه حسب طبيعة كل علم.


3. المرحلة الثالثة (من القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي حتى سقوط بغداد):



*

تأثير الصراع السياسي:

أثر الصراع السياسي وتفكك الدولة العباسية على النثر، فظهرت بعض الكتابات التي تعبر عن حالة اليأس والإحباط.
*

استمرار التأليف:

على الرغم من الاضطرابات السياسية، استمر التأليف في مختلف المجالات، لكن ربما بانخفاض في الجودة وظهور بعض الأساليب المتكلفة.
*

انتشار المدارس النحوية:

كان للنحاة ومدارسهم دور كبير في تنقية اللغة العربية وتنظيمها، مما أثر على أسلوب النثر.


الخصائص العامة لنثر العصر العباسي:



*

التنوع الأسلوبي:

يمتاز نثر العصر العباسي بتنوعه، من الأسلوب الرسمي البليغ إلى الأسلوب الشعبي البسيط، مروراً بالأسلوب الأدبي البديع.
*

التأثير المتبادل بين الأنواع الأدبية:

تأثرت أنواع النثر ببعضها البعض، فمثلاً استخدمت أساليب المقامة في بعض الكتابات التاريخية.
*

التطور اللغوي:

شهدت اللغة العربية تطوراً ملحوظًا في العصر العباسي، مما أثر على أسلوب النثر.
*

الاهتمام بالبلاغة:

ظل الاهتمام بالبلاغة واضحًا في معظم كتابات العصر العباسي، حتى في الكتابات التي لا تنتمي إلى الأدب.

باختصار، يعتبر العصر العباسي عصرًا ذهبيًا للنثر العربي، حيث شهد تطورًا ملحوظًا وتنوعًا كبيرًا في أساليبه وأنواعه، مما أثّر بشكل كبير على الأدب العربي لاحقًا.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد