المدرسة الطبيعية في المسرح (Naturalism in Theatre) هي حركة مسرحية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، كرد فعل ضد الرومانسية والواقعية السائدة آنذاك. تُركز المدرسة الطبيعية على تصوير الحياة كما هي، بعيوبها وقسوتها، دون تجميل أو تحسين. تختلف عن الواقعية في شدة التركيز على التفاصيل الدقيقة والبيئة، وكيف تؤثر على الشخصيات وسلوكها.

الخصائص الرئيسية للمدرسة الطبيعية في المسرح :

*

الواقعية المفرطة:

السعي إلى تمثيل الواقع بدقة شديدة، حتى في التفاصيل الصغيرة التي قد تبدو غير مهمة للوهلة الأولى. يتضمن ذلك استخدام ديكورات واقعية للغاية، وأزياء دقيقة، وحوارات عادية غير مصقولة.
*

التركيز على البيئة:

البيئة تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الشخصيات وأفعالها. لا يُنظر إلى الشخصيات ككيانات مستقلة، بل كمنتجات لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.
*

الاحتمالية والصدفة:

الأحداث في المسرحية تبدو طبيعية ومحتملة، وليست مفبركة أو مصطنعة. الصدفة تلعب دورًا مهمًا في تشكيل سير الأحداث.
*

التركيز على الطبقات الدنيا:

غالباً ما تركز المسرحيات الطبيعية على حياة الطبقات الدنيا، وتُظهر معاناتهم وصراعاتهم اليومية.
*

رفض الصراعات الكبرى:

بدلاً من الصراعات الكبرى والبطولات الرومانسية، تركز المسرحيات على الصراعات اليومية الصغيرة والمشاكل الشخصية.
*

اللغة العامية:

اللغة المستخدمة في الحوارات تكون لغة عامية، تعكس اللهجة والطبقة الاجتماعية للشخصيات.
*

الحد الأدنى من المؤامرة:

المؤامرة قد تكون بسيطة أو غير واضحة، مع التركيز على تصوير حياة الشخصيات وتطورها.

أمثلة على كتاب مسرحيين تأثروا بالطبيعية:

*

أنطون تشيكوف:

يُعتبر من أهم ممثلي المدرسة الطبيعية في المسرح، بمسرحياته مثل "العمّ وانيا" و "الكرز".
*

هنريك إبسن (في بعض أعماله):

على الرغم من أنه يُصنف غالبًا ككاتب واقعي، إلا أن بعض أعماله تحمل خصائص الطبيعية.

الانتقادات الموجهة للمدرسة الطبيعية:

*

الركود والملل:

بعض النقاد يعتبرون أن التركيز المفرط على التفاصيل والواقعية يُؤدي إلى مسرحيات بطيئة ومملة تفتقر إلى الإثارة.
*

السلبية والتشاؤم:

غالباً ما تُظهر مسرحيات الطبيعية صورة قاتمة للحياة، تفتقر إلى الأمل والتفاؤل.


على الرغم من الانتقادات، إلا أن المدرسة الطبيعية تُعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ المسرح، حيث أثرت بشكل كبير على تطور المسرح الواقعي والمسرح الحديث بشكل عام. وهي تُمثل محاولة جادة لتقديم صورة صادقة ومنعكسة للحياة الإنسانية في كل تعقيداتها.