## بر الوالدين : ركيزةٌ من ركائز الحياة السعيدة
يُعدّ برّ الوالدين من أعظم القيم والأخلاق التي حثّت عليها جميع الشرائع السماوية، فهو ركيزةٌ أساسيةٌ لبناء مجتمعٍ متماسكٍ وسعيد، وأساسٌ متينٌ لسعادة الفرد نفسه في دنياه وآخرتِه. فهو ليس مجرد واجبٍ اجتماعيّ، بل هو عبادةٌ لله تعالى، و سبيلٌ للوصول إلى رضاه.
فقد كرّم الله تعالى الوالدين في كتابه العزيز، وجعَل برّهما من أهمّ الفرائض، مُبيّناً فضلهما الكبير على الأبناء، فهم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل تربيتهم ورعايتهم منذ نعومة أظفارهم، مُضحيين براحتهم ومستقبلهم من أجلهم. من حملوا أعباء تربيتهم، وسهرّوا الليالي من أجل سلامتهم، وعانوا من أجل توفير سبل العيش الكريمة لهم. فكيف نُقابل هذا الجُهد الجهيد إلا بالبرّ والإحسان؟
ويتجلى برّ الوالدين في العديد من المواقف والأفعال، منها:
*
إظهار الاحترام والتقدير:
بمعاملتهم معاملة حسنة، والاستماع إليهم باهتمام، وإجابة دعواتهم، وإطاعة أوامرهم ما لم تتعارض مع شرع الله.
* الاهتمام برعايتهم:
سواءً كانوا في صحة جيدة أو مرض، بإعطائهم الرعاية اللازمة، وتوفير احتياجاتهم المعيشية والصحية، وزيارتهم بصورةٍ مستمرة، سواءً كانوا قريبين أم بعيدين.
* الدعاء لهم بالخير:
فالدعاء من القلب له أثرٌ كبيرٌ، ويُعتبر من أهمّ مظاهر البرّ.
* حسن الصّحبة:
بمُرافقتهم والجلوس معهم والسؤال عن أحوالهم، وإدخال السرور على قلوبهم.
* صِلة الرحم:
فإنّ صلة الرحم من أهمّ مظاهر البرّ، وإنّها تُساعد على تقوية الروابط الأسرية وتبادل المحبة بين أفراد العائلة.
* الامتناع عن إيذاءهم:
بالقول أو بالفعل، فإنّ إيذاء الوالدين من أكبر الكبائر.
إنّ برّ الوالدين ليس محدوداً بزمنٍ مُعين، بل هو يبدأ من الطفولة ويستمرّ حتى مماتهم، وحتى بعد وفاتهم، بالدعاء لهم، والعمل الصالح الذي يُرضيهم ويُنفعهم في الآخرة.
ختاماً، إنّ برّ الوالدين هو من أعظم الواجبات التي يجب على كلّ ابنٍ أن يؤديها بإخلاصٍ وإيمانٍ، فهو مصدرٌ لسعادةٍ دنيويةٍ وأخروية، وسبيلٌ إلى نيل رضوانِ الله تعالى. فلتكن معاملتنا لِوالدينا مُثالاً يُحتذى به في البرّ والإحسان.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |