الإيثارُ فضيلةٌ ساميةٌ، تُزهرُ في قلوبٍ نقيةٍ، وتُثمرُ أعمالاً جليلةً. هو التضحية بالنفس، والمصلحة الشخصية، من أجلِ مصلحةِ الآخرين، دونَ انتظارِ مقابلٍ أو جزاءٍ. فهو بذلٌ عطاءٌ بلا حدود، سلوكٌ نبيلٌ يرتقي بالإنسان إلى أعلى مراتب الكمال.
يُظهرُ الإيثارُ نفسه في أشكالٍ متعددة، فقد يكون تضحيةً ماديةً، كالتبرع بالمال أو الطعام للمحتاجين، أو التخلي عن شيءٍ ثمينٍ من أجلِ الآخرين. وقد يكون تضحيةً معنويةً، كتقديم الدعم النفسي والمعنوي لمن هم في ضيق، أو تحمل المسؤولية عن الآخرين، أو الدفاع عن الحقوق. وحتى الصبر على من يخطئ، والتغاضي عن أخطائه، يُعدُّ نوعاً من الإيثار.
الإيثارُ ليسَ ضعفاً، بل هو قوةٌ عظيمةٌ، وقدرةٌ على تجاوز الذات، والتفاني في خدمة الآخرين. فالمُتَيثِّرُ لا يبحثُ عن الشكرِ والثناء، بل يجدُ سعادته في إسعادِ الآخرين، وراحةَ باله في راحةِ قلوبهم.
إنّ المجتمعات التي تُشجّعُ على الإيثار، وتُكرمُ المُتَيثِّرين، هي مجتمعاتٌ أكثرُ ازدهاراً وتماسكاً، لأنّ الإيثارَ هو أساسُ التعاون والتكاتف بين أفرادها، وهو ركيزةٌ أساسيةٌ لبناءِ مجتمعٍ قائمٍ على المحبة والعدل والسلام. ولذلك، يجبُ علينا جميعاً أن نسعى إلى غرسِ قيمةِ الإيثار في نفوس أبنائنا، وأن نكون قدوةً حسنةً لهم في هذا المجال.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |