## الصديق : نعمةٌ من نعم الله

الصديقُ كنزٌ ثمين، ونعمةٌ من نعم الله تعالى لا تُقدر بثمن. هو شريكُ الدربِ في رحلةِ الحياة، سندٌ في الشدائد، ورفيقٌ في السراء. فالصديق الحقيقيّ أكثر من مجرد معرفةٍ عابرة، بل هو رابطٌ قويٌّ مبنيٌّ على الثقة، الاحترام، المودة، والتفاهم المتبادل.

يُعدّ اختيارُ الأصدقاء من أهمّ القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته. فالصديقُ الصالحُ يُساعدُ على النموّ الشخصيّ، ويُحفزُ على التطوّر، ويُشجّعُ على بذل الجهد والمثابرة. فهو مرآةٌ تُظهرُ لنا عيوبنا، وتُنصحنا بتصحيحها، دون أن تُجرحَ مشاعرنا. هو من يُشاركُنا أفراحنا وأحزاننا، ويُساندُنا في أوقاتِ ضيقنا، ويُباركُ لنا في أوقاتِ سعادتنا. هو من يُساعدنا على تجاوز الصعاب، ويُخففُ عنا أعباءَ الحياة.

ولكن، ليس كلّ من يدّعي الصداقة يُعتبر صديقًا حقيقيًا. فبعضُ العلاقاتِ تُبنى على المصالح الشخصيةِ، أو على المظاهرِ الخادعة. وهذه العلاقاتُ زائلةٌ، وتنتهي بمجرّد زوالِ تلك المصالحِ. أما الصديقُ الحقيقيّ، فهو من يبقى بجانبك في السراء والضراء، دون أن يطلبَ مقابلًا. هو من يُخلصُ لك، ويحافظُ على أسرارك، ويُدافعُ عنك في غيابك.

وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن نجد في الصديق الحقيقيّ أكثر من مجرد رفيقٍ في رحلة الحياة، بل هو عائلةٌ ثانيةٌ، يُمكن الاعتمادُ عليها في أصعبِ الظروف. هو من يُشاركنا ذكرياتنا الجميلة، ويُساعدنا على خلق ذكرياتٍ جديدة. هو من يُشجّعنا على تحقيق أحلامنا، ويُساندنا في مساعينا.

في الختام، إنّ الصداقةَ كنزٌ ثمينٌ يجبُ الحفاظُ عليه، والعنايةُ به. فالصداقةُ الحقيقيةُ نادرةٌ، ويجبُ أن نُقدرَها ونُحافظَ عليها. فالصديقُ الحقيقيّ هو نعمةٌ من نعم الله، يُساعدنا على العيشِ حياةٍ أفضل، ويُجعلُ رحلةَ الحياةِ أكثرَ متعةً وجمالاً.