## طفولة : زمن البراءة والجمال
الطفولة، تلك الفترة الساحرة من حياة الإنسان، مرحلةٌ تتراقص فيها البراءة مع الأحلام، وتتلاطم فيها مشاعر الفرح والحزن في آنٍ واحد. هي زمنٌ لا يُنسى، محفورٌ في ذاكرة كل فردٍ بجماله الخاص وذكرياته النقية.
تبدأ الطفولة بلحظة ولادةٍ تُعلن عنها صرخةٌ بريئة، ثم تتوالى الأيام والشهور، وتبدأ رحلة الاكتشاف والتعلّم. كل شيء جديدٌ ومُثير، من لونٍ زاهٍ إلى صوتٍ غريب، من لمسةٍ حانية إلى ابتسامةٍ دافئة. العالمُ أمام الطفل ككتابٍ مفتوح، صفحاته مليئةٌ بالأسرار والغموض، والطفلُ هو الباحثُ المُغامرُ الذي يكتشفه باجتهادٍ وفضول.
تتميّز الطفولة ببساطتها المُذهلة، فلا همومٌ تُثقل الكاهل، ولا مسؤولياتٌ تُرهق العقل. اللعبُ هو الملك، وخيالُ الطفل هو العالم، ففي لعبته يبني قصورا من الرمال، ويُحلّقُ في سماءٍ من الخيال، ويُصبحُ بطلاً في مغامراتٍ لا حدود لها. علاقاتهُ الاجتماعية بسيطةٌ وصادقة، فهو يتّحدُ مع أقرانه بكل سهولة، يُشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويُبني صداقاتٍ قويةً تُشبهُ روابطَ الأخوّة.
لكن للأسف، لا تدوم هذه الفترة السعيدة إلى الأبد. فمع مرور الزمن، يبدأ الطفلُ في فهمِ معنى المسؤولية، ويُواجهُ تحدياتٍ جديدةً، وتبدأ مرحلةٌ جديدةٌ من النمو والتطوّر. تتلاشى البراءة تدريجيًا، ويُصبحُ الطفلُ أكثر وعياً بمحيطه، بإيجابياته وسلبياته.
يبقى أثر الطفولة حاضراً في حياة الإنسان طوال عمره، فهي تُشكلُ شخصيته، وتُحدّدُ رؤيته للحياة، وتُؤثرُ في علاقاته مع الآخرين. لذا، من المهمّ الحفاظُ على ذكريات الطفولة، والاستمتاعُ بكل لحظةٍ فيها، وتقديرُ جمالها وبراءتها. فالطفولة ليست مجرد مرحلةٍ من العمر، بل هي أساسُ بناء الإنسان، ومصدرُ إلهامٍ دائمٍ لروحه.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
الإسم |
|
البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |