## فضل الوالدين وواجب البرّ بهما
الوالدان هما أساس بناء المجتمع، وعماد الحياة، ومصدر الخير والرحمة. فمنذ لحظة ميلادنا، وحتى نصل إلى سن الرشد، بل وما بعدها، يبذلان قصارى جهدهما من أجل راحتنا وسعادتنا، ففضلهما علينا لا يُحصى، وواجباتنا نحوهما لا تتوقف عند حدّ.
إنّ فضل الوالدين يبدأ قبل ولادتنا، حيث يتحملان مشقة الحمل والولادة، وما يصاحبهما من آلام وتعب. ثم يأتي بعد ذلك رعاية الطفل الرضيع، وتوفير الغذاء والملبس والمسكن له، ليلاً ونهاراً، بصبرٍ وجهدٍ لا يُوصف. ويمتد هذا الفضل إلى تربيته وتعليمه، وتوجيهه نحو الخير والصلاح، حفاظاً على مستقبله، وغرس القيم والأخلاق الحميدة في نفسه.
يتجاوز فضل الوالدين توفير الاحتياجات المادية، إلى تقديم الدعم المعنوي والنفسي، والحماية من شرور الدنيا، والوقوف بجانب الأبناء في جميع ظروف حياتهم. فهما الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه الأبناء في وقت الشدة والمحنة، والسند الذي يعتمدون عليه في مواجهة تحديات الحياة.
وعلى ضوء هذا الفضل العظيم، يجب علينا أن نؤدي واجب البرّ والاحسان نحو والدينا. فبرّ الوالدين هو من أهم الواجبات الدينية والأخلاقية، وقد حثّ عليه الدين الإسلامي الحنيف بأبلغ العبارات، ووصفه بأنه من أعظم القربات إلى الله تعالى.
ويتجلى واجب البرّ في عدة أمور، منها :
*
إظهار الاحترام والتقدير:
بمعاملة الوالدين بالحسنى، والكلام الطيب، وإطاعة أوامرهما ما لم يخالف ذلك شرع الله.
* الاهتمام بشؤونهما:
سؤالهم عن حالهم باستمرار، وخدمتهم في شيخوختهما، وإعانتهم على أمور حياتهم، والتخفيف عنهم قدر الإمكان.
* الدعاء لهم:
الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، والصحة والعافية، فالدعاء من خير ما يُقدم للوالدين.
* صلة الرحم:
الاهتمام بأقاربهم وزيارتهم، والتواصل معهم، فذلك من صور برّ الوالدين.
* حسن المعاملة:
تجنب إيذاء مشاعرهم بأي شكل من الأشكال، والصبر على تقصيرهم بقدر ما هو معقول.
إنّ برّ الوالدين ليس مجرد واجب ديني وأخلاقي فقط، بل هو أساس السعادة والاستقرار في الحياة. فمن أحسن إلى والديه أحسن الله إليه، ومن قطع صلتهما قطع الله صلته به. ولذلك، علينا جميعاً أن نسعى جاهدين لإسعاد والدينا، وأن نردّ جميلهم بقدر ما استطعنا، وأن ندعو لهم بالخير دوماً، فإنّ رضاهم رضوان الله، وسخطهم سخط الله.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |