## تأثير كورونا على التواصل الاجتماعي : سيف ذو حدين
أحدثت جائحة كورونا تحولاً جذرياً في أنماط التواصل الاجتماعي، فبينما عززت من استخدام التطبيقات والمنصات الرقمية، أثرت سلباً على التفاعل المباشر والاتصال البشري الملموس. يمكننا تحليل هذا التأثير من خلال عدسة متعددة الجوانب:
أولاً: التعزيز الهائل للتواصل الرقمي:
* زيادة استخدام التطبيقات:
شهدت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، إنستغرام، واتساب، وغيرها، ارتفاعاً هائلاً في عدد المستخدمين النشطين ومدة الاستخدام. أصبح الاعتماد على هذه المنصات ضرورة ملحة للبقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء والزملاء أثناء عمليات الإغلاق والحجر الصحي.
* ظهور أشكال جديدة من التواصل:
برزت منصات التواصل المرئي مثل زووم، جوجل ميت، ومايكروسوفت تيمز، كبديل عن الاجتماعات واللقاءات الشخصية، مما سمح باستمرار العمل والدراسة والتواصل الاجتماعي على الرغم من المسافات الجغرافية.
* ازدهار التجارة الإلكترونية:
دفع الحجر الصحي الكثيرين إلى الاعتماد على التسوق عبر الإنترنت، مما عزز من دور وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق الرقمي والترويج للمنتجات والخدمات.
ثانياً: التأثيرات السلبية على التواصل البشري:
* العزلة الاجتماعية:
رغم زيادة التواصل الرقمي، إلا أن العديد من الأفراد عانوا من مشاعر العزلة والوحدة، خاصة كبار السن والأشخاص الذين يعيشون بمفردهم، فالتواصل الافتراضي لا يستطيع تعويض الدفء والتفاعل المباشر.
* الإرهاق الرقمي:
أدى الاستخدام المكثف لمنصات التواصل الاجتماعي إلى إرهاق نفسي لدى الكثيرين، بسبب الكم الهائل من المعلومات والأخبار، والتعرض المستمر للضغوط النفسية والاجتماعية.
* انتشار المعلومات المضللة:
شهدت فترة الجائحة انتشاراً واسعاً للمعلومات الخاطئة والشائعات حول الفيروس وطرق الوقاية والعلاج، مما أثر سلباً على الصحة العامة وفاقم من حالة القلق والتوتر.
* تآكل العلاقات الاجتماعية:
قد يؤدي الاعتماد المفرط على التواصل الافتراضي إلى إضعاف العلاقات الاجتماعية الحقيقية وتقليل التفاعل المباشر، مما قد يؤثر على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية على المدى الطويل.
خاتمة:
أثبتت جائحة كورونا أن للتواصل الاجتماعي سيف ذو حدين. فبينما ساهمت التكنولوجيا في تسهيل التواصل خلال أوقات العزل، إلا أنها أبرزت أيضاً أوجه قصورها في تلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للتفاعل المباشر والدفء البشري. لذلك، من الضروري تحقيق توازن بين الاستفادة من إمكانيات التواصل الرقمي والحفاظ على أهمية التواصل المباشر والعلاقات الشخصية لصحة نفسية واجتماعية أفضل.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |