## صباح جميل.. لوحةٌ فنيةٌ تتجدد

يُشرق الصباحُ، كطفلٍ يبتسمُ، مُلقيًا بِشعاعِه الذهبيّ على العالم، مُزيلاً ظلام الليلِ وغموضه، مُبدلاً إياه بِجمالٍ أخّاذٍ وسحرٍ يُذهلُ القلوبَ. فالصباحُ الجميلُ ليس مجردُ وقتٍ من أوقاتِ اليوم، بل هوَ لوحةٌ فنيةٌ تتجددُ كل يوم، تُرسمُ بِألوانٍ زاهيةٍ من ضوء الشمسِ، وندى الورود، وحفيفِ الأشجار.

يبدأُ هذا الجمالُ بِهدوءٍ مُريح، يُشبهُ همسَ الريحِ في أوراقِ الشجر. ثمَّ يأتي صوتُ الطيورِ المُغردةِ، كأنها تُنشدُ أناشيدَ الفرحِ والبهجةِ، مُعلنةً عن قدومِ يومٍ جديدٍ مليءٍ بالأملِ والتفاؤل. تُشرقُ الشمسُ شيئًا فشيئًا، مُضيئةً السماءَ بألوانٍ خلابةٍ، تتدرجُ من اللونِ البرتقاليّ الفاتحِ إلى الأحمرِ القانيّ، ثمَّ الأصفرِ الذهبيّ، مُشكّلةً لوحةً فنيةً رائعةً تُدهشُ الناظرين.

لا يقتصرُ جمالُ الصباحِ على المناظر الطبيعيةِ فقط، بل يتعدّاها إلى مشاعرَ إيجابيةٍ تُسيطرُ على النفسِ. فهوَ وقتٌ مُلائمٌ للتأملِ والتفكيرِ، وللصلاةِ والدعاءِ، وللبدءِ بيومٍ جديدٍ بِحماسٍ ونشاط. يشعرُ الإنسانُ بِراحةٍ نفسيةٍ وهدوءٍ مُريح، يُمكّنهُ من مواجهةِ تحدياتِ اليومِ بِثقةٍ وقوة.

ولكن، ليس كلُّ صباحٍ جميلاً، فقد يكونُ مُظلماً، أو ممطرًا، أو باردًا. ولكن حتى في هذه الأيام، يمكننا إيجادُ الجمالِ، ففي ضوءِ القمرِ الخافت، أو في قطراتِ المطرِ المتساقطةِ، أو في برودةِ الهواءِ المنعشة، نجدُ سحراً خاصاً، يُذكرُنا بِجمالِ التنوعِ في الحياة.

فإن أردنا أن نُدركَ جمالَ الصباحِ، علينا أن نفتحَ قلوبنا لعظمةِ الخالقِ، وأن ننظرَ إلى العالمِ بِعينٍ مُمتنةٍ، مُدركينَ أنَّ كلَّ يومٍ هوَ هديّةٌ ثمينةٌ، وأنَّ الصباحَ الجميلَ هوَ بدايةٌ رائعةٌ لِرحلةٍ جديدةٍ من الحياةِ.