تدور العديد من الأساطير حول الشمس والقمر، وتختلف تفاصيلها باختلاف الثقافات. إليك واحدة من هذه القصص، مستوحاة من عدة أساطير عالمية :
في البدء، كان هناك عالم مظلم، يسكنه ظلام دامس. كانت الشمس والقمر توأمان، يحبان بعضهما البعض بجنون. كانت الشمس، شابة جميلة مشعة، وقمر، شاب هادئ وجميل. عاشا معاً في قصر من النور، لكن قلوبهما اشتاقت إلى إضاءة العالم.
طلبا من إله السماء إذناً لنشر النور على الأرض. وافق الإله، بشرط أن يتناوبا على إضاءة العالم، وأن لا يلتقيا أبداً. فإذا التقيا، ستحدث كارثة عظيمة.
وافقت الشمس والقمر بكل سرور، فبدأت الشمس رحلتها، تُضيء الأرض بنورها الذهبي الدافئ خلال النهار، تُذيب الجليد وتُنمي الحياة. ثم يأتي القمر ليحل محلها، يُضيء الليل بنوره الناعم والهادئ، يُغطي الأرض بجمال أسراره.
عاشا لفترة طويلة منفصلين، تُضيء الشمس نهاراً والقمر ليلاً، كلٌ منهما يُعجب بجمال الآخر من بعيد. لكن الشوق تراكم في قلوبهما، فبدأ القمر يحاول الاقتراب من الشمس، خلسةً، خلال النهار، لكنّ نور الشمس القوي يمنعه من الظهور. وكانت الشمس تنتظر القمر بفارغ الصبر، حزينةً على بعدها عنه.
ذات يوم، خالف القمر تعليمات الإله، واقتَرَب من الشمس، وكان ذلك خلال كسوف شمسي جزئي. لم يكن لقاءً كاملاً، لكنّه كافٍ لإثارة غضب الإله. عاقب الإله الشمس والقمر، بأن لا يلتقيا بشكل كامل أبدًا، محدداً مساراتهما بعناية، مع بعض الاقتراب خلال الكسوف، لكن دون أن يلتقيا تماماً.
منذ ذلك الحين، تُضيء الشمس والقمر العالم، متناوبين بحكمة، تذكيرًا دائمًا بأهمية احترام القواعد، وأن الشوق لا يعني مخالفة القدر. وتبقى قصة حبهما، أسطورة تُحكى عبر الأجيال، رمزاً للجمال والحزن، والأمل في لقاء ما، على الرغم من صعوبة ذلك.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
الإسم |
|
البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |