كان يومًا كئيبًا، سماءً رمادية معلقة كقطعة قماش ثقيلة فوق المدينة. كنت أسير سيراً على الأقدام، عائدًا إلى المنزل من العمل، عندما سمعت فجأة صوتًا مدويًا، صرخات، وكسر زجاج. توقفتُ مصدوماً، التفتّ لأجد مشهدًا مروعًا أمام عينيّ.
سيارتان، الأولى شاحنة كبيرة حمراء، والثانية سيارة صغيرة بيضاء، كانتا متشابكتين في حادثة مرورية عنيفة. كانت الشاحنة قد اصطدمت بالسيارة الصغيرة من الجانب، مُدفعةً إياها بعيدًا عن مسارها. انبعثت سحابة من الدخان من السيارات المتضررة بشدة. انحنى الزجاج الأمامي للسيارة الصغيرة كالبلاستيك المذاب، وخرجت منه قطع معدنية مشوهة.
هرعت الجماهير من المتاجر والمنازل المجاورة إلى مكان الحادث. بعضهم كان يبكي، والبعض الآخر كان يصرخ، والبعض الآخر كان يحاول مساعدة المصابين. رأيت رجلاً عجوزًا يرتجف بقوة، وقد أصيب بجروح طفيفة على ذراعه. امرأة شابة كانت تبكي بحرقة، كانت تحاول الوصول إلى صديقتها المُحاصرة داخل السيارة الصغيرة.
وصلت سيارات الإسعاف والشرطة بسرعة، وبدأ رجال الإنقاذ باستخدام معداتهم لانتشال السائقين من السيارات المُحطمة. كانت المشاهد صعبة المنظر، ودموعي امتزجت مع الأمطار الخفيفة التي بدأت تهطل. شعرتُ بالصدمة والخوف، وكم هي هشة الحياة، وكم هو سهل أن يتغير كل شيء في لحظة واحدة.
بعد مرور بعض الوقت، تم نقل المصابين إلى المستشفى، وبدأت الشرطة بتنظيف الطريق. بقيت هناك لفترة، أراقب آثار الحادث المروع : قطع من الزجاج المبعثرة، وعلامات إطارات السيارات المتضررة، ورائحة الحديد المُلتصقة بالهواء. مُغادراً المكان، حملتُ معي صورة الحادثة البشعة، تذكيرًا دائمًا بضرورة الحذر والحفاظ على السلامة على الطرقات.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |