تُعرف الحداثة بمجموعة من الحركات الفكرية والفنية والثقافية التي ظهرت في أوروبا الغربية في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، واستمرت آثارها حتى يومنا هذا. لا يوجد اتفاق تام على تصنيفها لأنواع محددة، إلا أننا يمكن أن نحدد بعض الاتجاهات والخصائص الرئيسية التي تُميز "أنواع" أو "مراحل" الحداثة :
1. الحداثة الأولى (الكلاسيكية الجديدة والرومانسية):
*
الكلاسيكية الجديدة: ركزت على العقلانية والمنطق والنظام، مستوحيةً من الفنون اليونانية والرومانية الكلاسيكية. تميزت بالبساطة والتوازن والانسجام في الفنون والآداب.
*
الرومانسية: ردّ فعل على الكلاسيكية الجديدة، وأكدت على العاطفة والخيال والتجربة الشخصية. أعطت أهمية للطبيعة والخيال والوطنية.
2. الحداثة الثانية (الواقعية والرمزية):
* الواقعية:
سعت إلى تصوير العالم كما هو، مع التركيز على تصوير الطبقات الاجتماعية والمشاكل الاجتماعية بطريقة موضوعية.
* الرمزية:
ركزت على التعبير عن الأفكار والمشاعر من خلال الرموز والصور، ورفضت تصوير الواقع بشكل مباشر.
3. الحداثة المتأخرة (التكعيبية، السريالية، التعبيرية، وغيرها):
*
التكعيبية: كسر القواعد التقليدية للرسم والنحت، وركز على تصوير الأشكال من زوايا متعددة.
*
السريالية: ركزت على اللاوعي والخيال، سعياً لإظهار العالم من منظور الأحلام والرؤى.
*
التعبيرية: ركزت على التعبير عن المشاعر الداخلية والفردية بشكل مكثف، أحياناً بشكل مشوه للواقع.
*
الحداثية في الأدب: ظهرت مدارس أدبية متعددة مثل التيار الوعي، والأدب التجريبي، والأدب الميتافيزيقي.
4. ما بعد الحداثة (Postmodernism):
لا تعتبر ما بعد الحداثة جزءًا من الحداثة نفسها، بل هي مرحلة تالية تُعتبر ردّ فعل على الحداثة وخصائصها. تشكك ما بعد الحداثة في المفاهيم الكبرى (مثل الحقيقة والموضوعية) وتُبرز التعددية والنسبيّة.
أوجه اختلاف وتشابه:
تتشارك جميع هذه "الأنواع" من الحداثة في رفضها للتقليد واهتمامها بالابتكار والتجديد، لكنها تختلف في أساليبها وأهدافها. بعضها يركز على العقل والمنطق، بينما يركز البعض الآخر على العاطفة والخيال، وهناك من يركز على تصوير الواقع بينما يهتم آخرون بتحويله أو تجاوزه.
من المهم ملاحظة أن هذه التصنيفات ليست بالضرورة مُحكمة أو متعارضة بشكل كامل، فالكثير من الأعمال الفنية والأدبية تجمع بين عناصر من عدة مدارس أو اتجاهات حداثية. أيضاً، تختلف تفسيرات الحداثة وتصنيفاتها باختلاف الباحثين والنقاد.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |