برز العديد من شعراء الوصف المتميزين في العصر الجاهلي، وقد اشتهروا بقدرتهم على تصوير الطبيعة والحياة الصحراوية بدقة وجمال. من الصعب حصرهم جميعًا، لكن يمكن ذكر بعض أبرزهم مع التركيز على جانب الوصف في شعرهم :

*

عنترة بن شداد:

معروف بشعره الحماسي، إلا أنه يُظهر مهارة كبيرة في وصف الصحراء، الجمال، والمواقف العاطفية بصور بليغة وحسية. يُركز وصفه على المشاهد الطبيعية القاسية الجميلة في آن واحد.

*

طرفة بن العبد:

يشتهر ببراعته في وصف الخيل والحروب، ويُظهر قدرة عالية على تصوير المشاهد الحماسية بطريقة حسية وواقعية، مُضيفًا تفاصيل دقيقة حول الخيول ومعداتها وحتى حركاتها.

*

أبو ذؤيب الهذلي:

برع في وصف الصحراء وجمالها، وفي تصوير معاناة البدو وحياتهم القاسية. يمتاز وصفه بالدقة والواقعية، ويُظهر إحساسًا عميقًا بالطبيعة.

*

زهير بن أبي سلمى:

يُعتبر من شعراء المعلقات، ويمتاز شعره بالوصف الجميل للحياة الصحراوية، والخيول، والحروب. تُظهر أشعاره نضجًا فكريًا، ويُركز على الدقة في تصويره للمشاهد.

*

عبيد بن الأبرص:

يُعرف بوصفاته الرائعة للخيل والمواقف الحربية، ويمتاز بقدرته على استخدام الصور الفنية لإبراز جمال الخيل وقوتها.

*

لبيد بن ربيعة:

يُعد من شعراء المعلقات، وهو متميز بقدرته على وصف الصحراء وجمالها وقسوتها. يمتاز شعره بالعمق الفكري، وبالوصف الدقيق للطبيعة.

يُلاحظ أن الوصف في شعر الجاهليين لم يكن غاية في حد ذاته، بل كان وسيلة لخدمة أغراضهم الشعرية كالحماسة، أو الفخر، أو الغزل، أو الرثاء. لكن براعتهم في استخدام اللغة واختيار الصور الفنية جعلت من وصفهم إضافة قيّمة لشعرهم، وأعطته بُعداً جماليًا. كما أنهم لم يكتفوا بوصف الجوانب الجمالية فقط، بل وصفوا أيضاً قسوة الحياة في الصحراء ومعاناة البدو.