## حكم عن الجمال : مزيج من الباطن والخارج

يُعدّ الجمال مفهوما متعدد الأوجه، يتجاوز المظهر الخارجي ليغوص في أعماق الروح والسمات الشخصية. فبينما يُبهرنا جمال الشكل، فإن جمال الروح هو ما يدوم ويُخلّد في الذاكرة. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض الحكم التي تُلقي الضوء على هذا المفهوم المتشعب، ونُحاول فهم معنى الجمال الحقيقي.

الجمال الخارجي:

لا شك أن الجمال الظاهري له سحره الخاص. فالعين تُسرّ بالنظر إلى المناظر الخلابة، والأشكال المتناسقة، والوجوه الجميلة. لكن هذا الجمال يبقى سطحياً، فقد يُفقد بمرور الزمن، أو يتأثر بالعوامل الخارجية. كما أن الاعتماد عليه وحده قد يُضلّنا عن جوهر الحياة، ويُشغلنا عن القيم الحقيقية. وفي هذا السياق، يُذكر قول الشاعر: "إن الجمال زائل، وإنّما يبقى جمال الأخلاق". فهذا القول يُبرز هشاشة الجمال الخارجي، ويُشير إلى أن الجمال الحقيقي يكمن في الصفات الحميدة.

الجمال الداخلي:

يُعتبر الجمال الداخلي هو جوهر الجمال الحقيقي. فهو يتجلى في الأخلاق النبيلة، والصفات الحميدة، كالكرم والعطف والرحمة والصدق. إنّ الشخص ذو الروح الجميلة، حتى وإن لم يكن يتمتع بجمال خارجي مُذهل، فإنّه يُشعّ بنور خاص، يجذب القلوب ويُثير الإعجاب. كما أنَّ أعمال الخير، والعطاء، والمساعدة، تُعدّ من مظاهر الجمال الداخلي، فكلما زاد عطاء الإنسان، زاد جماله الداخلي. وقد قال بعض الحكماء: "إنّ أجمل ما في الإنسان قلبه الطيب". وهذا القول يُؤكد على أهمية الجمال الداخلي في بناء الشخصية، وترك الأثر الإيجابي في نفوس الآخرين.

التجانس بين الجمال الداخلي والخارجي:

إنّ المثال الأعلى للجمال هو التجانس بين الجمال الداخلي والخارجي. فالشخص الذي يتمتع بجمال ظاهري، ويُكمّله جمال أخلاقي، يُعدّ نموذجاً مثالياً للجمال. فهو يُشعّ جاذبية خاصة، وتُتركّز هذه الجاذبية في سحره، وهدوئه، وثقته بنفسه، وعلاقاته الإيجابية مع الآخرين. ويمكن القول بأنّ هذا التجانس هو ما يُعطي الجمال الحقيقي رونقه، ويُخلّده في الذاكرة.

في الختام، إنّ الجمال مفهومٌ واسعٌ، يتجاوز حدود المظهر الخارجي. فالجمال الحقيقي هو مزيجٌ من الجمال الداخلي والخارجي، وهو ما يُتركّز في الأخلاق الحميدة، والصفات النبيلة، والأعمال الخيرية. ولننسى أبداً أنَّ جمال الروح هو ما يبقى، ويُخلّد في الذاكرة بعد زوال جمال الشكل.