Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/منوعات/حكم عن الكلمة الطيبة مقالة جديدة


حكم عن الكلمة الطيبة مقالة جديدة

عدد المشاهدات : 3
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/02/27





## حكم عن الكلمة الطيبة : صدقة جارية تبني الجسور وتهدّم الحواجز

الكلمة الطيبة، تلك اللؤلؤة النادرة التي تزين حياة الإنسان وتُضيء دروبها، ليست مجرد أسلوب لغوي رقيق، بل هي فعلٌ إيجابيٌّ ذو أثرٍ بالغٍ في بناء المجتمعات وتماسكها. فكلمةٌ طيبةٌ صادقةٌ من القلب، قادرةٌ على أن تُغيّر مسار حياةٍ بأكملها، وأن تُشعل شرارة الأمل في النفوس، وأن تُذيب جليدَ البغضاء والكراهية. وتُعتبر في الإسلام صدقة جارية، تُثاب عليها صاحبها حتى بعد مماته.

لقد حثّنا ديننا الحنيف على حسن الكلام واختياره بعناية، ففي الحديث الشريف: "الكلمة الطيبة صدقة". وهذا يدلّ على أهمية الكلمة الطيبة وفضلها العظيم، فإنّها لا تُعتبر مجرد كلامٍ عابر، بل هي عملٌ صالحٌ يُكتب أجره في ميزان حسنات صاحبها. إنّها تُشبه بذرةً تُزرع في الأرض، تنمو وتُثمر خيرًا وفيرًا، سواءً كانت هذه البذرة كلمة شكرٍ أو مدحٍ أو دعاءٍ أو نصيحةٍ أو تعزية.

وللكلمة الطيبة أثرٌ عميقٌ في بناء العلاقات الإنسانية، فإنّها تُقوّي الروابط بين الناس، وتُنمي الثقة والمحبة بينهم. فهي بمثابة جسرٍ يربط بين القلوب، ويُزيل الحواجز بين الأفراد والمجتمعات. بينما الكلمة السيئة كالسيف الحاد، تُجرح القلوب وتُزرع بذور العداوة والشرّ.

وليس معنى الكلمة الطيبة أن نكون ضعفاء أو نتجنب قول الحق، بل هي أن نختار الكلمات المناسبة في الوقت المناسب، بأسلوبٍ رقيقٍ ولباقة، حتى وإنْ كان الموقف يحتاج إلى نصيحةٍ أو تنبيهٍ، فإنّ الإخلاص والنية الحسنة هما أساس الكلمة الطيبة. فإنّ التّعبير عن الحقّ بأساليبٍ لائقةٍ ومهذّبة، يُزيد من تأثيره وفاعليّته.

ختامًا، إنّ الكلمة الطيبة كنزٌ ثمينٌ، يجب علينا جميعًا أن نهتمّ بزراعتها في حياتنا، ونُحرص على نشرها في مجتمعاتنا، فإنّها تُنمّي القيم الإنسانية السامية، وتُبني جسورًا من المحبة والتفاهم بين الناس، وتُساهم في بناء مجتمعٍ أفضل لنا ولكلّ من حولنا. فلنجعل من الكلمة الطيبة شعارًا لنا في حياتنا، ونحرص على أن تكون كلّ كلمةٍ ننطقها بمثابة باقةٍ من الورد تُهدى لمن حولنا.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد