## عزة النفس : تاج المرء الذي لا يبهت

عزة النفس ليست مجرد صفة شخصية، بل هي جوهر وجود الإنسان، أساس قوته الداخلية، ومصدر إشعاعه. هي تلك القوة الخفية التي تمكنه من الوقوف شامخاً أمام تقلبات الحياة، وتمنحه القدرة على التحدي والإبداع. فمن فقد عزة نفسه، فقد نصف قوته، وصار عرضةً للانكسار والضياع.

لا تتجلى عزة النفس في التكبّر والغطرسة، بل في الوعي بقيمة الذات واحترامها، في التمسك بالمبادئ والأخلاق، ورفض الانحناء أمام الضغوط والظروف القاسية. إنها القدرة على قول "لا" عندما يكون "نعم" سيؤدي إلى المساومة على القيم، أو الإضرار بالكرامة.

شخصية ذات عزة نفس، شخصية واعية بقدراتها ومواهبها، تسعى لتحقيق أهدافها بثقة واقتدار، لا تتأثر بالنقد اللاذع أو الإعجاب المفرط، بل تتجاوز كليهما لتبقى على مسارها بإصرار وتصميم. هي شخصية مستقلة في قراراتها، لا تدع الخوف أو الرغبة في إرضاء الآخرين يوجه مسار حياتها.

ولكن، عزة النفس لا تعني العزلة والانطواء، بل هي قدرة على بناء علاقات صحية قائمة على المساواة والاحترام المتبادل. إنها القدرة على التعامل مع الآخرين بثقة وهدوء، دون الخضوع أو التسلط.

عزة النفس هي مصدر السعادة والرضا الداخلي. فهي تمنح الإنسان شعوراً بالأمان والاستقرار، وتساعده على تجاوز المصاعب والأزمات بروح إيجابية وبناءة. فمن حافظ على عزة نفسه، حافظ على كرامته، وحقق النّجاح الحقيقي في حياته.

في الختام، عزة النفس هي تاج المرء الذي لا يبهت، نورٌ يضيء طريقه ويُرشده نحو الكمال، هدفٌ يجب السعي نحو تحقيقه بكل ما أوتينا من قوة وعزم. فلتكن عزة النفس مُنطلقنا نحو حياةٍ مفعمة بالأمل والإنجاز.