## رحيل الأم : فراغ لا يُملأ

رحيل الأمّ حدثٌ يُعيد تشكيل العالم من حوله، ليس فقط لعائلة فقدتها، بل للكون نفسه. فالأمّ ليست مجرد اسم، أو علاقة دموية، بل هي مركزٌ دافئٌ، مصدرٌ للأمان والحنان، قلبٌ نابضٌ بالحياة يُشعّ بالحبّ بلا حدود. فراقها يعني فقدان جزءٍ عميقٍ منّا، جزءٍ لا يُعوّض، فراغٌ لا يُملأ مهما حاولنا.

تختلف الذكريات مع كلّ فرد، تتداخل بين ضحكاتٍ ودموعٍ، بين حكاياتٍ طفوليةٍ وحِكمٍ حكيمةٍ. لكنّ الجوهر يبقى واحدًا: فقدان شجرةٍ ظليلةٍ احتضنتنا طوال سنواتٍ عجافٍ وغنية. نستذكر يدها الحانية، صبرها اللامتناهي، كلماتها التي كانت دواءً لقلوبنا المتعبة.

الوجع كبيرٌ، لا تخفيه الكلمات، ولا تُخفّفه السنوات. ولكن بين دموعنا، نُدرك أنّ رحيلها ليس نهايةً، بل انتقالًا إلى عالمٍ آخر. تبقى ذكرياتها نورًا يُضيء طريقنا، تبقى قيمها منارةً تهدينا في ظلمات الحياة.

في فراقها، نتعلّم قيمة الزمن، ونُدرك أهمية عيش كلّ لحظةٍ مع أحبّائنا بامتنانٍ وشكرٍ. رحلة الحياة تستمرّ، ولكن بغيابها، يُصبح الطريق أكثر صعوبةً، ومع ذلك، سنحمل حبّها فينا دائمًا، ونحاول أن نكون كما كانت تريد. رحيلها يُعلّمنا أنّ الحياة هشة، والحبّ أبديّ.