## أجمل ما قيل عن الصبر على البلاء : زينة المؤمن وقوته
الصبر على البلاء، ليس مجرد تحملٍ سلبيٍّ لما يُصيب الإنسان من مصائب، بل هو فضيلةٌ ساميةٌ، وقوّةٌ باطنةٌ، وزينةٌ تُزيّن المؤمن وتُعليه قدرًا. فهو مفتاحُ الفرج، وسبيلُ الوصول إلى رضا الله تعالى، وحصنٌ حصينٌ يحميه من اليأس والإحباط. وقد أفاضت الحكمةُ الإسلاميةُ، والأدبُ العربيُّ، في تصويرِ جمالِ الصبرِ وقوّته، مُعبّرينَ عنه بأجملِ الأوصاف وأبلغِ الكلمات.
يُعدّ الصبرُ ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، فهو من صفات المتقين الذين وعدهم الله تعالى بالجزاء العظيم. يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10]. هذا الوعد الإلهيّ يُشجّعُ المؤمنَ على الصبرِ، ويُذكّره بأنّ ثوابَهُ أعظمُ من بلائه، وأنّ عَسْرَهُ سيُعقبهُ يُسرٌ.
لم يتوقف الأمر عند الوعود الإلهية، بل امتدّت الكلماتُ الحكيمةُ لتُبرزَ أهميةَ الصبرِ في مواجهةِ شدائدِ الحياة. فالصبرُ ليسَ مجردَ تحمّلٍ سَلْبيٍّ، بل هو موقفٌ إيجابيٌّ يُطوّرُ من شخصيةِ الإنسانِ، ويُنمّي فيهِ الاستقامةَ والثباتَ على المبادئِ. فهو كالماءِ الذي يُروي النباتَ ويُنمّيِه، وكالسيفِ الذي يَحمي صاحبهُ من الأعداء.
يُضرب المثلُ بالصبرِ كثيراً، فهو كالجبلِ الشمّاخِ، لا يُهزّهُ هبوبُ الرياحِ ولا تَقْلِبُهُ عواصفُ الزمن، وهو كالنجْمِ اللامعِ، لا يُخفيهِ ظلامُ الليلِ ولا يَطْمَسُهُ سُحُوبُ السماءِ. وهو كالشجرةِ الضاربةِ في الأرضِ أوتاداً، تُثبّتُ جذورَها في التربةِ رسوخاً، لا تَتَأثّرُ بِهُبوبِ الرياحِ ولا بِشِدّةِ العواصف.
إنّ أجملَ ما قيلَ في الصبرِ هو ما يُعبّرُ عن علاقتهِ بالثقةِ باللهِ وتوكّلهُ عليه، فالصبرُ هو نتاجُ إيمانٍ راسخٍ، وقناعةٍ بأنّ اللهَ لا يُخيبُ آمالَ عِبادهِ الصابرين. فبقدرِ صبرِ الإنسانِ يزدادُ يقينهُ برحمَةِ اللهِ، وتزدادُ ثقتهُ بقدرتهِ على تجاوزِ المصاعبِ.
في الختام، إنّ الصبرَ على البلاءِ ليسَ مجرّدَ فضيلةٍ فرديةٍ، بل هو قيمةٌ اجتماعيةٌ ساميةٌ، تساهمُ في بناءِ مجتمعٍ متماسكٍ، قادرٍ على تجاوزِ الصعابِ والمصاعبِ. فليكن الصبرُ زينةَ حياتنا، وقوتنا في مواجهةِ تحدياتِ الزمن.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |