## حكم عن الكلام : سيف ذو حدين

الكلام، هذه الأداة البسيطة التي نستخدمها يوميًا، يُمكن أن يكون نعمة أو نقمة، بناءً على كيفية استخدامه. فهو سيف ذو حدين، قادر على شفاء الجراح أو تعميقها، بناء جسور التواصل أو هدمها. وقد عبر الحكماء عبر العصور عن أهمية الكلام وحكمته، مُحذرين من خطورة سوء استخدامه.

الكلام الحسن: بناء و إصلاح:

يُعد الكلام الحسن من أعظم القيم الإنسانية. فهو كالدواء الشافي للجروح النفسية، يُسكن الوجع و يُخفف من الآلام. حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "كلمة طيبة صدقة" يُجسد هذه القيمة بوضوح، مُبينًا أن الكلام الطيب ليس مجرد كلام جميل، بل هو عمل صالح له أجر وثواب. المديح الصادق، التشجيع، النصح الحسن، كلها أمثلة على الكلام الذي يبني الشخصيات، يُعزز الثقة بالنفس، و يُنمي العلاقات الإيجابية.

الكلام السيء: هدم و دمار:

على النقيض من ذلك، يُمكن للكلام السيء أن يُحدث دمارًا هائلاً. الشتائم، القذف، الكذب، النميمة، كلها أنواع من الكلام المُهلك الذي يُدمر العلاقات، يُنشر الكراهية، ويُترك جراحًا عميقة في القلوب. حديث النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن لا يُؤذي" يُشير إلى ضرورة تجنب إيذاء الآخرين بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك إيذائهم بالكلام. الكلام السيء ليس فقط مُؤذيًا للآخرين، بل يُؤذي قائله أيضًا، فإنّ الإنسان الذي يتكلم بسوء، يُلوث نفسه بنفس السوء.

حكمة اختيار الكلام:

لذلك، من الضروري أن نُدرك أهمية اختيار الكلمات بعناية. قبل أن نتكلم، علينا أن نفكر جيدًا في ما سنقوله، وأن نتأكد من أن كلامنا سيكون بناءً و إيجابيًا. يجب أن نتعلم كيف نُعبر عن أنفسنا باحترام و لياقة، حتى وإن كنا نختلف مع الآخرين. الصمت أحيانًا يكون أفضل من الكلام، خاصةً عندما نخشى أن يكون كلامنا مُؤذيًا أو غير مفيد.

خاتمة:

في الختام، الكلام هو سلاح ذو حدين، يُمكن استخدامه للبناء أو للهدم. ولأنّ كلماتنا تُشكل واقعنا، فمن واجبنا أن نحرص على اختيار الكلمات بحكمة ورزان، حتى نكون مساهمين إيجابيين في بناء مجتمع متماسك و مُزدهر. فالكلام الحسن زينة الإنسان، والكلام السيء عاره.