## حكم عن الظلم والقهر : مقالة جديدة
الظلم والقهر من أبرز الآفات التي تُصيب المجتمعات، وتُعرقل تقدمها وازدهارها. فهما وجهان لعملة واحدة، حيث يُمثل الظلم الجذر، والقهر الثمرة المُرّة. ولطالما حذّر الحكماء والشعراء والأنبياء من خطورة هذه الآفة، وأكدوا على ضرورة مقاومتها بكل الوسائل المشروعة.
يُعرّف الظلم بأنه تجاوز الحقوق، وإهدارها، سواءً كانت حقوقًا فردية أو جماعية. أما القهر فهو إجبار الأفراد على الخضوع لقوة جائرة، وسلب إرادتهم وحريتهم. والرابط بينهما وثيق، إذ غالبًا ما يُفضي الظلم إلى القهر، والقهر يُرسّخ الظلم ويُنمّيه. فمن يُظلم يُقهر، ومن يُقهر يُظلم.
تاريخ البشرية حافل بأمثلة على عواقب الظلم والقهر. فقد أدت الحروب والفتن والأنظمة الاستبدادية إلى معاناة بشرية هائلة، وخلّفت جروحًا غائرة في نفوس الشعوب. ولم تقتصر آثارها على الضحايا المباشرين، بل امتدت لتشمل الأجيال اللاحقة، مُسببةً اضطرابات نفسية واجتماعية واقتصادية.
لكنّ حكم التاريخ تُشير أيضًا إلى أنّ الظلم والقهر لا يدومان أبدًا. فقد أظهرت الثورات والحركات التحررية على مرّ العصور أنّ إرادة الشعوب في التغيير والتخلص من القيود لا تُقهر. فالمجتمعات التي تُحارب الظلم وتُناضل من أجل العدالة والحرية، هي مجتمعات تتطلع إلى مستقبل أفضل وأكثر إنسانية.
من هنا، نستخلص بعض الحكم المُستخلصة من تجارب البشرية مع الظلم والقهر:
*
الظلم شرٌّ مُطلقٌ لا يُمكن تبريره بأي حال من الأحوال.
فلا مصلحة فردية أو جماعية تُبرر انتهاك الحقوق وسلب الحريات.
* القهر يُولد الكراهية والانتقام.
فمن يُقهر اليوم قد يُصبح مُقهراً غدًا، مُشكلاً حلقة مُفرغة من العنف والدمار.
* مُقاومة الظلم واجبٌ ديني وأخلاقي وقانوني.
ولا يُمكن السكوت على الظلم تحت أيّ ذريعة.
* العدل أساسٌ من أسس بناء المجتمعات المتماسكة والمتطورة.
فبدون عدل، لا يُمكن تحقيق الاستقرار والازدهار.
* الأمل في التغيير قائمٌ ما دامت هناك إرادةٌ حقيقيةٌ للعمل على تحقيق العدالة.
فلا يُمكن اليأس من مُكافحة الظلم، طالما أن هناك قلوبًا تُحب الخير وتُسعى إليه.
في الختام، إنّ مكافحة الظلم والقهر تُمثل مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع. فمن واجبنا أن نُدافع عن حقوقنا وحقوق الآخرين، وأن نعمل على بناء مجتمعات عادلة تسودها الحرية والمساواة. فالظلم والقهر هما أعداء الإنسانية، ومُكافحتهما هي سبيلنا نحو مستقبل أفضل للجميع.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |