## رحيلك، وُجُودُ فراغٍ لا يُمْلَأُ
رحيلك لم يكن مجرد غياب جسدٍ، بل هو زلزالٌ هزّ كياني، وغيابٌ أرخى بظلاله على كلّ تفاصيل حياتي. لم أكن أتصوّر يومًا أن يكون الفراق بهذا القدر من القسوة، بهذا القدر من الألم الذي يمزّق الروح ويُثقل القلب بحمولةٍ لا تُطاق.
أُفكّر بك في كل لحظة، في كلّ زاويةٍ من زوايا هذا البيت الذي أصبح سجنًا واسعًا، يُذكّرني في صمته المدويّ بضحكتك، بلمستك، بحضورك الذي ملأه ذات يوم بالدفء والفرح. الآن، لا شيء سوى الصمت، صمتٌ ثقيلٌ يحمل في طياته حكاياتنا، ذكرياتنا الجميلة التي تُزيد جرحي عمقًا.
كل شيءٍ يُذكّرني بك، حتى رائحة قهوتك المُفضّلة، حتى نغمات أغانينا المشتركة، حتى زهورنا المُفضّلة التي ذبلت كقلبي. أبحث عنك في كلّ مكان، أُناديك في صمتِ الليل، لكنّ الإجابة لا تكون سوى صدى صوتي الباكي.
أعلم أنّ الحياة تستمر، وأنّ عليّ أن أُواجه الواقع، لكنّ قلبي يرفض الاستسلام. فكيف لي أن أُحبّ الحياة بدونك؟ كيف لي أن أُشرق بعدما غابت شمسي؟ أنتَ نصف روحي، ونصف قلبي، ونصف وجودي، وكيف لي أن أكون كاملاً بدونك؟
يا من رحلت، أكتبُ لكَ هذه الكلماتِ كصرخةٍ من أعماقِ قلبي، كأملٍ باهتٍ في أن يصل إليكَ ألمي، في أن تشعرَ ولو لجزءٍ من الثانيةِ بما أعانيه. فراقك جرحٌ غائرٌ، لن يُشفى إلاّ بعودتك، وبلقاءٍ لا أعلم متى سيكون. ولكن، سأظلّ أُحبّك، سأظلّ أُنتظرك، إلى أن نلتقي من جديد.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |