Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/منوعات/حكم عن الضمير مقالة جديدة


حكم عن الضمير مقالة جديدة

عدد المشاهدات : 12
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/02/27





## حكم عن الضمير : رحلة في أعماق الذات الإنسانية

الضمير، ذلك الصوت الخفيّ الذي يهمس في أعماقنا، يوجهنا نحو الخير ويرشدنا بعيداً عن الشر. فهو بوصلة أخلاقية فطرية، تختلف درجتها من شخص لآخر، إلا أنها موجودة في كل إنسان. وليس الضمير مجرد قيد أو عائق، بل هو أساس بناء شخصية متوازنة وسعيدة. فمن خلاله نستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، ونحاسب أنفسنا على أفعالنا، ونبني علاقاتنا على الثقة والاحترام.

لكنّ فهم حكم الضمير يتطلب تحليلاً دقيقاً، إذ لا يمكن اختزاله في قواعد مُسبقة أو تعريفات جامدة. فهو يتأثر بالعديد من العوامل، منها:

*

التربية:

التربية الأسرية والأخلاقية تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الضمير. فالطفل الذي ينشأ في بيئة تحترم القيم الأخلاقية، يكون ضميره أكثر حساسية واستجابة.
*

المجتمع:

قيم المجتمع وتقاليده تؤثر بشكل كبير على فهم الفرد للصواب والخطأ، وبالتالي على حكم ضميره. فما قد يُعتبر صحيحاً في مجتمع ما، قد يُعتبر خطأً في مجتمع آخر.
*

التجارب الشخصية:

التجارب الحياتية، الإيجابية منها والسلبية، تُشكل ضمير الفرد وتُنمّيه. فالمواقف الصعبة تُقوّي حساسية الضمير، وتُنمي قدرته على التمييز.
*

الوعي الذاتي:

الوعي بذاتك وقدرتك على التأمل والتفكير النقدي، يُعزز قدرتك على الاستماع إلى صوت ضميرك واتخاذ القرارات الأخلاقية الصحيحة.

وليس الضمير معصوماً من الخطأ، فمن الممكن أن يتأثر بالمصالح الشخصية أو العواطف، مما يُؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة. لذا، يجب على الفرد أن يُنمي قدرته على التفكير النقدي والبحث عن الحقيقة، ليُحسّن من حكم ضميره ويُصقل إدراكه لما هو صحيح.


في الختام، يُعتبر حكم الضمير أساساً لبناء مجتمعات عادلة وسلامة. فإذا ما استمع كل فرد إلى صوت ضميره، واتبع ما يُمليه عليه من قيم أخلاقية، سيكون العالم مكاناً أفضل. ولكن هذا يتطلب جهداً مستمراً من كل فرد لِتطوير ضميره ورفع مستوى وعيه الأخلاقي. فرحلة التعرف على الذات وإتقان حكم الضمير هي رحلةٌ مستمرةٌ تتطلب الصبر والمثابرة.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد