## خواطر عن الوالدين : بحر من العطاء لا ينضب
الوالدان.. كلمتان تحملان في طياتهما معانيَ لا تُحصى، وعواطفَ لا تُوصف. هما عماد الحياة، ونبعُ الرّحمة، ومصدرُ السعادة الحقيقيّة. فمنذ اللحظة الأولى التي نرى فيها نورَ الحياة، يبدأ رحلة العطاء التي لا تتوقف، رحلة تتجاوز حدود الزّمن والمكان.
تتجاوز حبّ الوالدين كلّ حدود الوصف، فهو حبٌّ فطريٌّ، غير مشروط، لا يُشترط فيه مقابل. إنّه حبٌّ يَشعُّ من أعماق القلوب، يُغدقُ علينا بكلّ ما يملكون، من مالٍ وجهدٍ ووقتٍ، بل وحتى من أنفسهم. يضحّون من أجل سعادتنا، ويُصارعون من أجل راحتنا، حتى وإن تطلّب ذلك التضحية بكلّ شيء.
أيام الطفولة، ذكرياتٌ جميلةٌ محفورةٌ في القلوب، ذكرياتٌ مُنعشةٌ، تُعيدنا إلى أحضان الأمان والحنان اللامتناهي. حكاياتهم، نصائحهم، دعاءهم، كلّها كنوزٌ ثمينةٌ نحتفظ بها في أعماقنا. هم من علّمونا المشي، والتحدّث، والفهم، والتعامل مع الحياة بكلّ تعقيداتها. وقدّموا لنا أجملَ الهدايا، وهي تربيةٌ صالحةٌ، وأسسٌ متينةٌ لبناء مستقبلنا.
ولكن، ما الذي نقدّمه نحن لأهلنا جزاءً على هذا العطاء الوفير؟ هل نُعطيهم ما يستحقّونه من تقدير واحترام؟ هل نُظهر لهم مدى حبّنا وامتناننا؟ أعتقد أنّ أقلّ ما يمكننا تقديمه هو البرّ بهم، والإحسان إليهم، والسعي لإسعادهم في كلّ الأوقات.
في خضمّ مُتطلبات الحياة، يجب ألّا ننسى أبداً فضل الوالدين، وجميلهم علينا. فهم قيمةٌ لا تُقدّر بثمن، وكنزٌ لا يُستهان به. لنُحافظ عليهم، ولنُكرمهم، ولنُعطيهم كلّ ما يستحقّونه من حبٍّ ورعاية، قبل فوات الأوان. فلنجعل أيامهم أياماً سعيدة، وحياتهم مُمتلئةً بالراحة والأمان، فذلك أقلّ ما يمكننا فعله ردّاً على بحرِ عطائهم الذي لا ينضب.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |