زبيدة بنت جعفر، زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، كانت امرأةً ذات نفوذٍ كبيرٍ في عصرها، تُعرف بحكمتها وكرمها وتقواها. لم تكن مجرد زوجةٍ للخليفة، بل لعبت دورًا هامًا في الحياة السياسية والثقافية في بغداد والعالم الإسلامي.

تُشتهر زبيدة ببناء القناطر والمساجد والمدارس والخِرَان (الخزانات المائية) على طول طريق الحج من دمشق إلى مكة المكرمة، مما سهّل رحلة الحجاج وأمدّهم بالماء والراحة. يُعدّ هذا العمل من أهم إنجازاتها، وأكثرها تأثيراً على حياة الناس.

كما عُرفت زبيدة برعايتها للعلماء والأدباء، واهتمامها بالشؤون الخيرية، وتقديمها الدعم للمحتاجين. كانت مثالاً للنساء المسلمات المؤثرات في ذلك العصر، وقد غنى الشعراء بجمالها وحكمتها، وظل ذكرها مرتبطاً بالإنجازات الخيرية والبناءية التي تركتها. ورغم عدم وجود تفاصيل دقيقة عن حياتها الشخصية، إلا أن تأثيرها التاريخي لا يمكن إنكاره.