مفهوما الشعور واللاشعور هما مفهومان أساسيان في علم النفس، ويمثلان جانبين متكاملين من الحياة النفسية للإنسان، لكنهما يختلفان بشكل كبير في وعي الفرد بهما :

الشعور (Consciousness):

*

تعريفه:

هو حالة اليقظة والوعي الذاتي، حيث يكون الفرد على دراية كاملة ببيئته الداخلية والخارجية، وأفكاره، ومشاعره، وأحاسيسه الجسدية. وهو ذلك الجزء من حياتنا النفسية الذي ندركه بشكل مباشر ونستطيع التعبير عنه بسهولة.
*

خصائصه:

*

الوعي الذاتي:

الإدراك بأنك موجود كشخص منفصل.
*

التركيز والانتباه:

القدرة على توجيه الانتباه إلى شيء معين واستبعاد الآخر.
*

الذاكرة العاملة:

القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات مؤقتًا واستخدامها.
*

التحكم الإرادي:

القدرة على اتخاذ القرارات والتحكم في سلوكك.
*

أمثلة:

ما تفكر به الآن، ما تشعر به من جوع أو سعادة، ما تسمعه من أصوات حولك.

اللاشعور (Unconsciousness):

*

تعريفه:

هو ذلك الجزء من النفس البشرية الذي لا ندركه وعيًا، وهو يحتوي على ذكريات، رغبات، دوافع، ومشاعر مقموعة أو منسية. يؤثر اللاشعور على سلوكنا وأفكارنا ومشاعرنا بشكل غير مباشر.
*

خصائصه:

*

خارج الوعي:

لا يمكن الوصول إليه مباشرة من خلال التفكير الواعي.
*

التأثير غير المباشر:

يؤثر على سلوكنا وأفكارنا ومشاعرنا دون أن ندرك ذلك.
*

المحتوى:

يحتوي على ذكريات طفولة مبكرة، صدمات نفسية، رغبات مكبوتة، ومشاعر سلبية.
*

أمثلة:

التأثيرات المبكرة لعلاقة مع الوالدين على علاقاتنا الحالية، ردود فعل انفعالية غير مفهومة، أحلامنا. (لاحظ أن الأحلام ليست بالضرورة تعبير مباشر عن اللاشعور، بل هي رموز تحتاج إلى تفسير).

العلاقة بين الشعور واللاشعور:

على الرغم من اختلافهما، إلا أن الشعور واللاشعور مترابطان بشكل وثيق. يؤثر اللاشعور بشكل كبير على الشعور، حيث يمكن أن تتسرب محتوى اللاشعور إلى الوعي بشكل رمزي أو غير مباشر من خلال الأحلام، الأخطاء اللغوية (أخطاء الفراسة)، والانفعالات غير المتوقعة. وتهدف العديد من العلاجات النفسية، مثل التحليل النفسي، إلى إخراج محتوى اللاشعور إلى الوعي لمعالجته.

باختصار، الشعور هو ما ندركه، واللاشعور هو ما لا ندركه، لكن كلاهما ضروري لفهم النفس البشرية وسلوكها. ويعتبر فهم هذه العلاقة أساسياً لفهم الذات البشرية.