لغة الضاد، يا لها من بحرٍ لا ساحل له! موجاته تتلاطم عبر قرون، تحمل بين أمواجها لآلئ المعاني، وصحارى الكلمات المتناثرة، وجبال الجمل الشامخة. هي لغةٌ شغفت بها القلوب، وتوارثتها الأجيال، حاملةً بين طياتها تاريخ أمة، وحكاياتها، وآمالها.
أحسّ أحيانًا أنها ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي كيانٌ حيّ يتنفس، ينبض، ويتطور. كل كلمةٍ فيها تحمل في طياتها تاريخًا، وكل جملةٍ تفتح آفاقًا جديدةً للعقل و للروح. فما أجمل موسيقاها، حين تتراقص الحروف لتشكّل قصائدًا تُطربُ الأذن، ونثرًا يُسحرُ القلوب.
لكنّني أشعرُ أيضًا بقلقٍ، خوفًا على هذه اللغة العظيمة من ضياعها أو تشوّهها في زمنٍ تسود فيه اللغات الأخرى، وتتغلغل فيه ثقافاتٌ غريبة. فكم من كلماتٍ جميلةٍ تندثرُ، وكم من معانٍ تُنسى، وكم من جمالٍ يُهمل!
علينا جميعًا أن نحافظ على هذه اللغة، وأن نُعلي من قدرها، وأن نُنميها ونُغنيها، فعلى عاتقنا مسؤولية حماية هذا الكنز اللغويّ الثمين، ونقل تراثه العظيم للأجيال القادمة. ففي حماية لغتنا العربية، نحمي جزءًا من هويتنا، وجزءًا من تاريخنا، و جزءًا من أنفسنا.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |