Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/منوعات/قانون الجذب العام مقالة جديدة


قانون الجذب العام مقالة جديدة

عدد المشاهدات : 6
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/02/28





## قانون الجذب العام : أكثر من مجرد أفكار إيجابية

يُعرّف قانون الجذب العام، في أبسط صوره، بأنه مبدأ فلسفي ينص على أن الأفكار تؤثر على الواقع، وأن التركيز على أفكار إيجابية يجذب نتائج إيجابية، بينما التركيز على الأفكار السلبية يجذب نتائج سلبية. لكن هل هذا القانون مجرد خرافة أم حقيقة علمية قابلة للتطبيق؟ الإجابة، للأسف، ليست بسيطة.

فمن ناحية، لا يوجد دليل علمي قاطع يدعم قانون الجذب العام كما هو موضح في الأدبيات الشائعة. لا توجد آلية فيزيائية أو بيولوجية معروفة تشرح كيف يمكن للأفكار وحدها أن تغير العالم المادي بشكل مباشر. يعتمد مفهوم "جذب" النتائج على افتراض وجود قوة غير مرئية تربط الأفكار بالواقع، وهو ما يناقض المبادئ الأساسية للعلوم الطبيعية.

من ناحية أخرى، يقدم قانون الجذب العام مبدأً مهماً يمكن تفسيره بشكل علمي جزئيًا. فالتفكير الإيجابي، على سبيل المثال، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية الجيدة. الأشخاص الإيجابيون، عمومًا، يكونون أكثر تحفيزًا، أكثر مرونة في مواجهة الصعاب، وأكثر استعدادًا لاتخاذ إجراءات فعالة لتحقيق أهدافهم. بمعنى آخر، لا يجذب التفكير الإيجابي النجاح من العدم، لكنه يُمكّن الفرد من العمل بشكل أكثر فعالية لتحقيق أهدافه.

فعندما نركز على هدف ما، نميل إلى اتخاذ خطوات نحو تحقيقه بشكل واعي أو لا واعي. نبحث عن الفرص، نتعلم المهارات اللازمة، ونبذل الجهد اللازم للوصول إليه. هذا ما يُسمى "التأثير الذاتي"، وهو مفهوم علمي يُفسّر جزئيًا نجاحات بعض الأشخاص الذين يدّعون استخدام قانون الجذب. إنهم ليسوا مجرد "يجذبون" النتائج، بل يعملون بجدّ لتحقيقها، بينما يؤمن تفكيرهم الإيجابي بقدرتهم على ذلك.

لذا، يُمكن اعتبار قانون الجذب العام مزيجًا من حقيقة علمية جزئية وأوهام. إن قوة التفكير الإيجابي في تحفيز الفرد ودفعه نحو العمل لا يمكن إنكارها، لكن الإيمان بأن مجرد التفكير في شيء ما سيجلبه تلقائيًا دون أي جهد يبقى مجرد اعتقاد غير مدعوم علميًا.

في الختام، بدلاً من الاعتماد على قانون الجذب العام كوسيلة سحرية لتحقيق الأهداف، من الأفضل التركيز على التخطيط الجيد، العمل الجاد، وتنمية مهارات التفكير الإيجابي والمرونة النفسية. فهذه هي العوامل التي تُساهم حقًا في تحقيق النجاح في الحياة.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد