## صفات الشخص المبدع : رحلة بين الفكرة والإنجاز

لا يُولد المبدعون مبدعين، بل يُصنعون. فالمبدع ليس مجرد شخص يمتلك أفكارًا فريدة، بل هو شخص يُتقن فن تحويل تلك الأفكار إلى واقع ملموس. ويمتلك هذا الشخص مجموعة من الصفات الشخصية والذهنية التي تُميزه وتساعده على تحقيق إبداعاته. سنستعرض هنا بعضًا من أهم هذه الصفات:

1. الفضول والرغبة في التعلم:

يُعتبر الفضول المحرك الأساسي للإبداع. يمتلك الشخص المبدع رغبة ملحة في استكشاف الجديد، وفهم آليات الأشياء، وطرح الأسئلة، وعدم الاكتفاء بالإجابات الجاهزة. يُطوّر معرفته باستمرار من خلال القراءة، والبحث، والتجارب، وحتى من خلال الاستماع للآخرين.

2. التفكير النقدي والإبداعي:

لا يكتفي المبدع بتلقي المعلومات، بل يُحللها ويُفكر فيها بعمق. يمتلك قدرة عالية على التفكير النقدي، مما يُمكّنه من تحديد المشكلات، وتقييم الحلول المُتاحة، وابتكار حلول جديدة ومبتكرة. ويُضيف إلى ذلك التفكير الإبداعي، الذي يُمكّنه من ربط الأفكار غير المترابطة ظاهرياً، وإيجاد حلول خارج الصندوق.

3. المثابرة والصبر:

لا يأتي الإبداع بسهولة. يواجه المبدعون الكثير من التحديات والعقبات، ولكنهم يُتميزون بالمثابرة والصبر، والإصرار على مواصلة العمل حتى تحقيق هدفهم. يُعتبرون النكسات دروسًا قيّمة تُساعدهم على التعلّم والتحسّن.

4. المخاطرة والانفتاح على الجديد:

لا يُخاف المبدعون من المخاطرة، وهم على استعداد لتجربة أفكار جديدة، حتى لو كانت غير تقليدية. يمتلكون قدرة على تحمل النقد البنّاء، وإعادة النظر في أفكارهم، والتعلّم من أخطائهم. هم منفتحون على وجهات النظر المختلفة، ويسعون دائمًا إلى التطوير.

5. الشغف والانغماس في العمل:

يُعتبر الشغف وقود الإبداع. يمتلك الشخص المبدع شغفًا حقيقيًا بما يقوم به، ويُبدي انغماسًا كاملاً في عمله، مما يُمكّنه من بذل أقصى جهد ممكن لتحقيق أهدافه.

6. التعاون والعمل الجماعي:

على الرغم من أن الإبداع قد يكون عملية فردية في بعض الأحيان، إلا أن التعاون والعمل الجماعي يُمكن أن يُعزز الإبداع بشكل كبير. يُشارك المبدعون أفكارهم مع الآخرين، ويستمعون لآرائهم، ويستفيدون من خبرات مُختلفة.

7. الثقة بالنفس والقدرة على تحمل الضغط:

يُؤمن المبدعون بقدراتهم، ويُحافظون على ثقتهم بأنفسهم حتى في مواجهة التحديات. يمتلكون قدرة عالية على تحمل الضغط، والتعامل مع المواقف الصعبة بشكل إيجابي وبناء.

في الختام، إن صفات الشخص المبدع ليست صفات ثابتة، بل هي مهارات قابلة للتطوير والتعزيز من خلال الممارسة والتعلّم المستمر. إن رغبة الفرد في تطوير هذه الصفات، تُعدّ خطوة أساسية نحو إطلاق العنان لقدراته الإبداعية، وإحداث فرقٍ إيجابي في العالم.