الفرق الرئيسي بين المدرسة المثالية والمدرسة الواقعية في العلاقات الدولية يكمن في افتراضاتهما الأساسية حول طبيعة الدول وسلوكها في النظام الدولي :

المدرسة المثالية (Idealism/Liberalism):

*

الافتراض الأساسي:

تؤمن المدرسة المثالية بإمكانية التعاون الدولي وتسوية الخلافات بشكل سلمي. ترى أن الدول يمكنها التغلب على مصالحها الذاتية الضيقة من خلال بناء المؤسسات الدولية والقواعد والاتفاقيات. تركز على أهمية القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، والتعاون الاقتصادي، كأساس لبناء نظام دولي سلمي ومنظم.
*

رؤية الإنسان:

ترى الإنسان بطبيعته متعاوناً وقادراً على التطور الأخلاقي. تؤمن بإمكانية تغيير السلوك البشري من خلال التعليم والتوعية.
*

دور الدول:

تعتقد أن الدول ليست هي الفاعل الوحيد، بل توجد جهات فاعلة أخرى مثل منظمات دولية، منظمات غير حكومية، والأفراد.
*

التركيز:

تركز على التعاون، بناء الثقة، حل النزاعات سلميًا، وإقامة نظام دولي قائم على القواعد.
*

أمثلة:

الاتحاد الأوروبي، منظمة الأمم المتحدة، اتفاقيات حقوق الإنسان.

المدرسة الواقعية (Realism):

*

الافتراض الأساسي:

تؤمن المدرسة الواقعية بأن النظام الدولي هو نظام لا مركزية، وأن الدول هي الفاعلون الأساسيون فيه، وتتصرف بشكل أناني من أجل تعظيم قدرتها وامنها القومي. ترى أن القوة هي العامل الحاسم في العلاقات الدولية، وأن الدول لا يمكنها الاعتماد على القانون الدولي أو المؤسسات الدولية لحل خلافاتها بشكل فعال.
*

رؤية الإنسان:

ترى الإنسان بطبيعته أنانية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة حتى لو على حساب الآخرين.
*

دور الدول:

تعتبر الدول هي الفاعل الرئيسي، وتقلل من أهمية الفاعلين غير الدوليين.
*

التركيز:

تركز على القوة، التوازن القوى، الأمن القومي، ومصالح الدول الذاتية.
*

أمثلة:

الاستراتيجية النووية، السباق التسلحي، التحالفات العسكرية.

باختصار:

| الميزة | المدرسة المثالية | المدرسة الواقعية |
|---|---|---|
|

الطبيعة البشرية

| متعاونة، قابلة للتغيير | أنانية، تسعى للسلطة |
|

الفاعلون الأساسيون

| الدول، المنظمات الدولية، منظمات غير حكومية، الأفراد | الدول |
|

الهدف الرئيسي

| التعاون، السلام، العدالة | الأمن القومي، تعظيم القوة |
|

الوسائل الرئيسية

| القانون الدولي، الدبلوماسية، المؤسسات الدولية | القوة العسكرية، التحالفات، المصالح الذاتية |


من المهم الإشارة إلى أن هاتين المدرستين تمثلان نموذجين مُبسّطين للعلاقات الدولية، والواقع غالباً ما يكون أكثر تعقيداً، حيث تتداخل عناصر من كلا المدرستين في تحليل الأحداث الدولية.