يصعب تحديد "المفعول معه" بشكل قاطع في القرآن الكريم بنفس الطريقة التي يتم بها في النحو العربي الكلاسيكي. ذلك لأن بناء الجمل القرآنية غالبًا ما يكون أسلوبيًا، ويعتمد على سياق الآية ومدلولها أكثر من الاعتماد على قواعد نحوية صريحة. لكن يمكننا أن نُشير إلى بعض الآيات التي تُفهم فيها معاني قريبة من مفهوم المفعول معه، بشرط أن نفهم أن هذه ليست تعريفات نحوية صرفة بل تفسيرات سياقية :

أمثلة تُفهم فيها معاني قريبة من المفعول معه:

*

آية تتضمن مصاحبة:

لا يوجد مثال صريح ينطبق تماماً على تعريف المفعول معه النحوي، حيث يكون مرفوعاً ومصاحباً لمفعول به آخر. لكن آيات تتحدث عن المصاحبة يمكن تفسيرها على هذا النحو: مثل آيات ذكر الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته، فهذه المصاحبة تُفهم ضمنياً، ولا تُعبّر عنها بنفس صيغة المفعول معه في النحو. مثال: "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا" (السجدة: 24). هنا، يمكن القول أن الصبر مصاحب للهداية، لكن ليس بصيغة نحوية صريحة.

أهمية السياق:

إن فهم العلاقة بين الكلمات في الآية القرآنية يعتمد بشكل كبير على السياق. فما قد يُفهم كمفعول معه في آية معينة، قد لا يكون كذلك في آية أخرى.

الخلاصة:

لا يُمكن تقديم أمثلة واضحة ومباشرة للمفعول معه من القرآن الكريم بنفس الطريقة التي نجدها في الكتب النحوية، وذلك لطبيعة أسلوب القرآن الكريم وتركيزه على المعنى والدلالة أكثر من التركيز على القواعد النحوية الصرفة. التركيز يكون على فهم المعنى الكلي للآية، والعلاقات الدلالية بين الكلمات، وليس على التصنيف النحوي الدقيق.