اتفاقية سان ريمو هي اتفاقية سرية وقعت في مدينة سان ريمو الإيطالية في 19 أبريل 1920، بين فرنسا وبريطانيا العظمى وإيطاليا، خلال مؤتمر سان ريمو الذي عُقد بعد الحرب العالمية الأولى. حددت هذه الاتفاقية تقسيم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.

أهم بنود اتفاقية سان ريمو التي أثرت بشكل كبير على المنطقة كانت :

*

انتداب فرنسا على سوريا ولبنان:

مُنحت فرنسا انتدابًا على سوريا ولبنان. لم يُحدد الاتفاق بالضبط حدود هذه المناطق، مما أثار مشاكل لاحقًا.
*

انتداب بريطانيا على فلسطين والعراق:

مُنحت بريطانيا انتدابًا على فلسطين والعراق. هذا أدى إلى وضع فلسطين تحت الحكم البريطاني، الذي شكل لاحقًا خلفية للصراع العربي الإسرائيلي.
*

إعطاء إيطاليا بعض الامتيازات:

حصلت إيطاليا على بعض الامتيازات الاقتصادية في المناطق الواقعة تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني، بالإضافة إلى منطقة صغيرة في جنوب غرب الأناضول (تركيا الحالية) في منطقة أنطاليا.

أثار توقيع اتفاقية سان ريمو غضبًا واسعًا في العالم العربي، وذلك لعدة أسباب:

*

بدون استشارة الشعوب العربية:

تم توقيع الاتفاقية دون أي استشارة للشعوب العربية التي كانت تعيش في هذه المناطق، مما اعتبر انتهاكًا لحقوقها في تقرير المصير.
*

تقسيم العالم العربي:

أدى تقسيم المنطقة إلى كيانات سياسية جديدة فرضتها القوى الاستعمارية، مما عطل وحدة العالم العربي وخلّف آثارًا سلبية طويلة الأمد.
*

عدم مراعاة التنوع الديني والطائفي:

لم تراعي الاتفاقية التنوع الديني والطائفي في المنطقة، مما خلق مشاكل سياسية ودينية مستمرة.

باختصار، كانت اتفاقية سان ريمو لحظة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث رسمت خارطة سياسية جديدة فرضت قسراً، وخلّفت وراءها إرثًا من الصراعات والمشاكل السياسية التي لا تزال تؤثر على المنطقة حتى اليوم. يُنظر إليها من قبل الكثيرين على أنها مثال على الاستعمار غير العادل ونتائجه الوخيمة.