## عيدٌ مباركٌ : فرحٌ وتجددٌ وإيمانٌ
يُعدّ العيد مناسبةً مباركةً، تُزيّنُ قلوبَ المسلمينَ بالفرحِ والسرورِ، وتُعيدُ إليهمَ ذكرياتٍ جميلةً، وتُجسّدُ معانيَ التّضامنِ والتّرابطِ الأسريّ والمجتمعيّ. فالعيدُ ليسَ مجردُ يومٍ إجازةٍ، بل هوَ تجدّدٌ للإيمانِ، وفرصةٌ للتّقربِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى، ووقتٌ للتّسامحِ والمُصالحةِ بين النّاس.
يُختلفُ إحياءُ العيدِ باختلافِ البلدانِ والثّقافاتِ، إلا أنّ جوهرَهُ واحدٌ: وهوَ الشعورُ بالفرحِ والامتنانِ للهِ تعالى على نعمِهِ الكثيرةِ. ففي الصباح الباكر، يتّجهُ المسلمونَ إلى المساجدِ لأداءِ صلاةِ العيدِ جماعةً، مُلبّينَ نداءَ اللهِ، مُتضرّعينَ إليهِ بالتّوبةِ والرّحمةِ. وتُشعّ وجوهُهمُ بِسَعةِ الإيمانِ وجمالِ الإيمان.
بعد الصلاة، تنتشرُ أجواءُ الفرحِ والسرورِ في كلّ مكان. تُزيّنُ الشّوارعُ والأزقةُ بالأعلامِ والزّيناتِ، وتُملأُ البيوتُ بِرائحةِ الأطباقِ اللّذيذةِ، التي تُعدّ خصّيصاً لهذه المناسبة. ويتبادلُ النّاسُ التهانيَ والتبريكاتِ، ويُهدونَ بعضُهم بعضاً الهداياَ، مُعبرينَ عنَ مشاعرِ المحبّةِ والتّقديرِ.
ولا ننسى دورَ العائلةِ في إحياءِ العيدِ، فالتّجمعُ العائليّ يُشكّلُ جزءاً أساسياً منَ هذه المناسبة. يجتمعُ أفرادُ الأسرةِ الكبارُ والصّغارُ حولَ مائدةٍ واحدةٍ، يتشاركونَ الطعامَ والشّرابَ والذّكرياتِ، مُرسّخينَ روابطَ المحبّةِ والتّرابطِ بينهم. كما تُقامُ العديدُ منَ النّشاطاتِ الترفيهيةِ، كالألعابِ والزّياراتِ الأُسريةِ والجماعية، مُضفيةً بُعداً ترفيهياً على هذه المناسبة المباركة.
ولكن، لا ينبغي أنْ ينحصرَ فرحُ العيدِ في المظاهرِ الخارجيّةِ فقط، بل يجبُ أنْ يمتدّ إلى قلوبِنا، ليُحفّزَنا على التّسامحِ، والمُصالحةِ، والمُساعدةِ، وإسعادِ الآخرين. فالعيدُ مناسبةٌ لِنُعيدَ النظرَ في أنفسِنا، ونُصحّحَ أخطاءَنا، ونُقوّيَ صِلاتَنا باللهِ وبرُبّنا، وببَعضِنا بعضاً.
إنّ العيدَ مناسبةٌ عظيمةٌ، يجبُ علينا أنْ نستغلّها بأفضلِ صورةٍ، ليكونَ عيدٌ مباركٌ حافلاً بِمَعاني التّقوى والإيمانِ، والفرحِ والسرورِ، والحبّ والمُودةِ، والتّسامحِ والرّحمةِ. فسلامٌ على من اتّقى، وعيدٌ مباركٌ للجميع.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
الإسم |
|
البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |